تحقيق استقصائي خاص: شبكة منظمة تقود مشروع انفصال السويداء بدعم إسرائيلي
تحقيق استقصائي خاص: شبكة منظمة تقود مشروع انفصال السويداء بدعم إسرائيلي
● أخبار سورية ٣٠ أبريل ٢٠٢٥

تحقيق استقصائي خاص: شبكة منظمة تقود مشروع انفصال السويداء بدعم إسرائيلي

كشفت منصة "إيكاد"، المختصة بتحقيقات "استخبارات المصادر المفتوحة"، عن تفاصيل شبكة منظمة تنشط على مستوى سياسي وإعلامي واجتماعي بين سوريا وإسرائيل، تقود حملة ممنهجة لدعم مشروع انفصال محافظة السويداء جنوبي سوريا، مع تدخل مباشر من شخصيات درزية محلية وجهات إسرائيلية بارزة.

خلال متابعة استمرت لأشهر، قام فريق التحقيق برصد وتفكيك شبكة واسعة تضم شخصيات درزية من السويداء وسوريين مقيمين في أوروبا وإسرائيل، تنشط في ترويج الانفصال والدعوة لتدخل إسرائيلي سياسي واقتصادي وعسكري في جنوب سوريا.

التحقيق بيّن أن بنية هذه الشبكة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية:
1. المحور الاقتصادي: ويشمل نشر إعلانات توظيف موجّهة للدروز السوريين للعمل في إسرائيل، بدعم من شخصيات درزية تشارك في مبادرات مجتمعية مشبوهة.
2. المحور الإعلامي: ويتمثل في صفحات إعلامية ولجان ظاهرها مدني ولكنها تدفع بسرديات تدعو للانفصال وتروج للتطبيع.
3. المحور السياسي: ويقوده شخصيات إسرائيلية تروج علناً لضرورة دعم انفصال السويداء.

طرف الخيط في هذا التحقيق بدأ بإعلان توظيف إسرائيلي نُشر على حساب يُدعى "يامال شيفسكي"، وُجه خصيصاً لدروز سوريا، قبل أن يتم حذفه لاحقاً. رغم حذفه، فإن تداوله بين صفحات درزية سورية وعدد من الشخصيات أثار ريبة الفريق ودفعه لتتبع المروجين له، وكشف ملامح الشبكة.

أحد أبرز الفاعلين في هذا المسار كان شخص يُدعى "مشعل الشعار"، الذي أسّس صفحة "الحركة الشبابية الخدمية" بتاريخ 4 مارس 2025، قبل أيام من أول دعوة رسمية إسرائيلية لتوظيف الدروز السوريين. تحليل حساب "مشعل" قاد إلى ربطه بشبكة من النشطاء أبرزهم "أبو كنان ملا"، الذي ينشط ضد الحكومة السورية، ويدعو للانفصال ويروج للرواية الإسرائيلية.

ضمن شبكة المتفاعلين، برز اسم "طاهر غزالي"، الذي يُرجح أنه غادر سوريا عام 2017 إلى هولندا، وظهر لاحقاً داخل إسرائيل بمقام النبي شعيب بصحبة شخصيات درزية إسرائيلية مثل الشيخ "أبو يوسف القضماني".

أيضاً، رُصد اسم "فؤاد مراد"، وهو ناشط درزي مقيم في هولندا، يدير عدة حسابات تروّج لدعم إسرائيل والانفصال، وظهر اسمه مرتبطاً بالسياسي الإسرائيلي الدرزي "أيوب كارا".

شخصية أخرى ذات حضور بارز هي "حمزة معروف"، ناشط درزي متطرف ومعادٍ للإسلام، يدير صفحة "Druze Pressz"، ويشارك بفعالية في الترويج للانفصال والتطبيع. إلى جانبه، يبرز "شادي أبو عمار"، الذي يدير صفحات مثل "وحيد" و"الحركة الشبابية الدرزية".

التحقيق أشار أيضاً إلى شخصية "معضاد خير"، الذي روّج لنفسه كخبير في الأمن السيبراني، وأسس صفحة "الدرع السيبراني الدرزي" التي وصل عدد متابعيها بسرعة إلى أكثر من 100 ألف. وقد عُيّن بحسب ما نُشر مستشاراً للوزير الإسرائيلي "أيوب كارا".

من خلال أدوات تحليل رقمية متقدمة، توصّل الفريق إلى أن جميع هذه الحسابات والصفحات تشكل شبكة مترابطة تعمل بشكل متزامن وتحت إدارة واحدة على الأرجح، لترويج روايات الانفصال، مستفيدة من التدهور الاقتصادي في السويداء.

في الشق الاقتصادي، كانت صفحة "الناقد" التي يديرها "مشعل الشعار" أبرز منصات الترويج لإعلانات التوظيف، مستخدمة الأزمة الاقتصادية كأداة جذب.

في الشق الإعلامي، تم رصد حسابات مثل "أبو كنان ملا"، و"أحمد الأسطورة"، و"Freier Druzen" و"جابر جبر"، وقد لاحظ التحقيق أن هذه الحسابات غيّرت صورها الشخصية بشكل متزامن إلى صور مؤيدة لإسرائيل، ما يعزز فرضية التنسيق المشترك.

كما ضم المحور الإعلامي صفحات معروفة مثل "وحيد"، "Druze Pressz"، "الحركة الشبابية الدرزية"، "السويداء الحرة"، و"هنا صلخد"، وجميعها تبنت نفس الرسائل وسرديات الدفاع عن الانفصال.

الشق السياسي كان الأكثر حساسية، إذ قادته شخصيات إسرائيلية بارزة من بينها "أيوب كارا" الذي أعلن في فبراير 2024 دعمه لتوظيف الدروز السوريين في إسرائيل، بدلًا من عمال الضفة، مبرراً ذلك بحاجة إسرائيل إلى الأيدي العاملة والوضع الاقتصادي الصعب في السويداء.

وتقاطع كارا مع عدد من شخصيات الشبكة، منهم "معضاد خير" و"فؤاد مراد"، ما يعزز موقعه كعرّاب سياسي للحملة.

أما الشخصية الثانية البارزة فكانت "أبو شعيب عزام"، الذي يصف نفسه بأنه درزي من السويداء يقيم في إسرائيل، وسخر من رموز إسلامية ودافع عن الشيخ "الهجري". كما برزت شخصيات أخرى مثل "مندي الصفدي" مدير مركز الصفدي للدبلوماسية الدولية، الذي دعا إسرائيل لاستغلال ما وصفه بـ"التوتر مع الدروز"، وشخصية "ناجي حلبي" التي روّجت للزيارة الدرزية الأخيرة إلى إسرائيل.

خلاصة التحقيق:
- إعلان التوظيف الإسرائيلي لم يكن مبادرة فردية، بل جزء من حملة تنفذها شبكة منظمة تسعى لتغيير واقع الجنوب السوري سياسيًا.
- الشبكة تضم صفحات سورية وشخصيات إسرائيلية، وتعمل عبر ثلاث محاور منسقة: اقتصادي، إعلامي، وسياسي.
- تتبنّى الشبكة سردية انفصالية، وتعمل على تضخيم مشكلات السويداء لدفعها باتجاه الارتماء في الحضن الإسرائيلي.

هذا التحقيق هو الجزء الأول من سلسلة موسعة، ستتضمن في الجزء الثاني كشفاً عن المجلس العسكري الذي يجري الترويج له في السويداء، وطبيعة ارتباطه بجهات إسرائيلية.

وأشارت المنصة إلى أن ما تم كشفه حتى الآن يؤشر إلى مشروع سياسي ممنهج، يحاول إعادة تشكيل هوية الجنوب السوري، ويستثمر حالة الفوضى، عبر تنسيق عابر للحدود بين أطراف محلية وخارجية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ