تحسن غير مسبوق لليرة السورية يترافق مع إرباك للأسواق المحلية
سجلت الليرة السورية، تحسناً ملحوظاً مقابل العملات الأجنبية في تعاملات اليوم الثلاثاء، ووصلت إلى أعلى مستوى منذ نحو عامين، وسط تفاوت في التصريف وتخبط مع مواصلة ارتفاع الأسعار في الأسواق السورية.
ووفقًا لموقع "الليرة اليوم" بلغ سعر الدولار الأمريكي 7900 ليرة سورية بالسوق الموازية في دمشق، بانخفاض تجاوز 13% عن السعر المسجل أمس، فيما سجلت مكاتب حوالات صرف وصول إلى 6900 و7200 ليرة سورية.
وأبقى مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية عند 13 ألف ليرة للشراء و13 ألفا و130 ليرة عند البيع وفق النشرة الرسمية الصادرة اليوم الثلاثاء.
ويصف خبراء في الاقتصاد أسعارا دون أسعار صرف المصرف المركزي التي تجتاح أسواق الصرف الموازية في سورية بكونها "حالة نادرة".
وشكّل الارتفاع القياسي في سعر صرف الليرة السورية، بالأيام الخمسة الفائتة، إرباكاً كبيراً لمعظم السوريين، فسعر الصرف في السوق الموازية ارتفع منذ الأربعاء الفائت بصورة متسارعة ليصبح دون حاجز الـ10 آلاف مقابل الدولار، لأول مرة منذ نحو سنتين.
وهو ما عزّز حالة الإرباك المعيشي المتشكّلة خلال الشهر الحالي، جراء الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار، بصورة منفصلة عن أسعار السلع والخدمات الأساسية.
وفيما لقِيَ ارتفاع سعر صرف الليرة السورية ترحيباً كبيراً، في الأسابيع الأولى بعد سقوط نظام الأسد، جراء تزامنه مع انخفاض ملحوظ في أسعار السلع وصل إلى نسبة 50% في بعض الحالات، انفصل ارتفاع سعر صرف الليرة عن أسعار السلع في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وعكّر مشاعر الفرح والتفاؤل التي كانت قد شاعت بصورة كبيرة بعيد سقوط النظام السابق.
وتزامنت الحالة الراهنة، مع شح كبير في السيولة من الليرة السورية، وركود أو توقف معظم قطاعات الإنتاج، مع انفتاح الأسواق على السلع التركية المستوردة، رخيصة الثمن، وعالية الجودة، مقارنة بنظيرتها السورية، وتحوّل عدد كبير من العمالة إلى عاطلين، ينشطون في سوق بسطات انفلت تماماً عن أية سيطرة، وأصبح مصدر إزعاج وفوضى في المدن الكبرى.
وشهدت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، انخفاضًا بقيمة 54 ألف ليرة، مما أثار تساؤلات حول استمرار هذا التراجع وتأثيره على السوق المحلية.
وتراوح سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط: 664 ألف ليرة ليرة وسعر غرام الذهب عيار 18 قيراط 570 ألف ليرة سورية.
وبلغ سعر الليرة الذهبية 5 ملايين و312 ألف ليرة سورية (لا تشمل أجرة الصياغة)، فيما بلغ سعر الأونصة عالميًا 2814.89 دولار أمريكي.
هذا وتنتشر ظاهرة السوق السوداء للصرف بشكل غير مسبوق، حيث باتت تتحكم بسعر الدولار أمام الليرة السورية في ظل غياب أي دور حقيقي للمصرف المركزي أو الجهات الرسمية لضبط الوضع.
وقد شجع غياب الرقابة المالية تجار العملة والمضاربين الذين يتحكمون بأسعار الصرف لزيادة نشاطهم وتوسيعه، حيث يتم رفع أو خفض سعر الدولار بناءً على مصالح كبار المضاربين وليس بناءً على معطيات اقتصادية حقيقية؛ الأمر عزز من سيطرة فئة قليلة على سوق العملات، بينما يدفع المواطن العادي الثمن الأكبر.