تجدد المواجهات والقصف المتبادل يعمق معاناة المدنيين شرقي ديرالزور
كشفت مصادر إعلاميّة محلية في المنطقة الشرقية يوم السبت 7 أيلول/ سبتمبر، عن تجدد التوترات بين قوات قسد وجيش العشائر في ريف ديرالزور الشرقي وسط استمرار الاشتباكات، كما سجلت حالات قصف متبادل على ضفاف نهر الفرات شرقي سوريا.
وأفادت المصادر أن الاشتباكات والقصف المتبادل لا تزال متواصلة، حيث استهدفت قوات العشائر موقعًا عسكريًا تابعًا لـ"قسد" في بلدة الجنينة بريف دير الزور الغربي باستخدام قذائف الأربيجي.
وردّت قوات "قسد" على مصدر النيران، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات بشرية بالتزامن مع هذه الاشتباكات، وقعت مواجهات عنيفة خلال الساعات الماضية بين الجانبين بالقرب من معبر درنج في ريف دير الزور الشرقي.
وفي الرابع من سبتمبر الجاري، استهدفت قوات العشائر نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد"، قرب جسر العشارة في منطقة درنج باستخدام أسلحة رشاشة، مما يسلط الضوء على تصاعد وتيرة العنف في المنطقة.
ونشبت مواجهات عنيفة بين قوات النظام و"قسد" على ضفتي نهر الفرات بمدينة البصيرة شرق ديرالزور، وجالت دورية عسكرية لقوات "قسد" على عدد من النقاط المنتشرة في أبراج المراقبة في بلدات جديد بكارة و جديد عكيدات والدحلة شرق ديرالزور
ويعد المدنيين الخاسر الأكبر من هذه الهجمات والمواجهات والقصف القنص العشوائي، حيث قتل
طفل 5 سنوات، برصاصة طائشة، على شاطئ نهر الفرات في بلدة درنج شرقي ديرالزور، يعتقد أن مصدرها مناطق النظام على الضفة الأخرى من النهر.
وكذلك أصيبت طفلة بطلق ناري طائش في مدينة البصيرة شرق ديرالزور، جراء الاشتباكات بين ميليشيات الأسد وقسد على ضفتي نهر الفرات، وذكر ناشطون بأن الطفلة نازحة من أهالي مدينة العشارة.
وقصفت "قسد" بقذائف الهاون من نقاطها العسكرية في مدينة البصيرة بلدة الزباري الخاضعة لسيطرة قوات الأسد بالطرف الآخر من نهر الفرات شرق ديرالزور بالتزامن مع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين.
وهاجمت مجموعة مسلحة تابعة لقوات العشائر مقراً عسكرياً لقسد في قرية الكبر غرب ديرالزور اندلعت على إثر الهجوم اشتباكات بين الطرفين استمرت لفترة وجيزة انسحب عقبها مسلحو العشائر إلى جهة غير معلومة.
وفي سياق متصل استهدف مسلحون مجهولون لم تعرف تبعيتهم بعد دورية عسكرية لقسد في محيط قرية أبو حمام شرق ديرالزور مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف عناصر قسد.
هذا وشهدت المنطقة أيضاً اشتباكات متقطعة بين عناصر قسد المتمركزين على ضفة نهر الفرات الشرقية بالقرب من بلدة ذيبان شرق ديرالزور وعناصر ميليشيات الأسد المتمركزين في الضفة المقابلة من النهر
وداهمت دورية عسكرية لـ"قسد"، مخيم محيميدة غرب ديرالزور واعتقلت عدداً من الأشخاص لأسباب مجهولة، وسط تحليق مكثّف لطيران التحالف الدولي المروحي في أجواء ريف ديرالزور الشرقي.
ومطلع الشهر الحالي استهدف جيش العشائر نقاط "قسد"، بقذائف الهاون في بلدة الحوايج شرق ديرالزور بعد منتصف ليل أمس، وقسد تستقدم تعزيزات عسكرية إلى البلدة.
وذكرت مصادر أن شيخ قبيلة العقيدات "إبراهيم الهفل"، قائد جيش العشائر رفض مقترحاً روسياً بحل الفصيل الذي يترأسه ودمجه مع فصائل أخرى تابعة لعصابات الأسد.
وأفادت المصادر بأن الروس اجتمعوا مع الهفل الفائت وتمت مناقشة حل جيش العشائر ودمجه مع الميليشيات الموالية، إلا أن الأخير رفض المقترح بشكل قاطع مؤكداً أن عمليات جيش العشائر تنحصر ضد قسد ولن يشارك في أي عمليات أخرى.
وكان تعرض المدعو "محمد العويد" لعملية اغتيال أودت بحياته، وهو قائد لواء البوكمال التابع لجيش العشائر، وتوقع مراقبون أن عملية الاغتيال تأتي في ظل حملة الضغط على الهفل لقبول حل الفصيل.
وشهدت مناطق ريف ديرالزور الشرقي، عدة حالات من الاعتداء على المؤسسات والكوادر الطبية، مما تسبب بتوقف تقديم الخدمات، أو ترك الأطباء والفنيين لعملهم خوفاً على حياتهم.
وتكرار مثل هذه الحوادث يعود سببه إلى الفلتان الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة ميليشيات قسـد بدير الزور وعدم قيامها بحماية الكوادر الطبية، وسط حالة من السخط الشعبي على تصرفات ميليشيا قسـد في المنطقة.
وكانت أرسلت الأمم المتحدة بعثة تقييم مشتركة عبر خطوط النزاع إلى منطقة الكسرة في ريف ديرالزور الغربي، التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2018.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المشاريع التي نفذتها الأمم المتحدة سابقاً لخدمة أهالي أرياف ديرالزور لم يستفيد منها أهالي المنطقة بسبب الفساد والسرقة في مؤسسات الأدارة الذاتية لقيد ، مما حال دون استفادة السكان المحليين من تلك الخدمات بشكل كامل.
هذا تواصل ما يعرف "قوات العشائر" بهجماتها ضد قسد في ريف ديرالزور حيث تشهد المنطقة اشتباكات بشكل شبه يومي بين الطرفين بالإضافة إلى هجمات تنظيم داعش التي تحصل بين الفينة والأخرى وسط انعدام شبه تام للأمن.