
بين ركام الحرب و القتل .. "سمر يزبك" كاتبة تمضي في رحاب الثورة بعيداً عن اعلامها
التركيز على أخبار القصف و الدمار و القتل، و السعي وراء التسريبات التي تتحدث عن مؤامرات و نظريات تدور أيضاً في فلك الحرب، تغيب الاهتمامات تماماً عن الساحة الأدبية و كتّابها، و التي لا تختلف في أهميتها عن العمل الصحفي، اذا يعتبر الأدب أحد أهم ركائز التأريخ و التوثيق، و إن اختلف الأسلوب الأدبي عن الصحفي أو التاريخي، و لكن يبقى أساسي.
يعاني الكتّاب السوريون المتميزون، من اهمال غير مفهوم، و غير مبرر من قبل الاعلام العربي و الثوري، وما الكاتبة "سمر يزبك" إلا مثال بسيط و واضح على هذه المشكلة، و التي لا نصحوا عليها إلا عندما يذكرنا الاعلام الغربي بوجودهم و أهمية نتاجهم، لنركض خلفهم باحثين عن فتات المعلومات لنقدمها، على مبدأ "أداء واجب أخلاقي" و ليس واجب حتمي و ضروري.
تقود "سمر يزبك"، نوع جديد من السرد التوثيقي الأدبي الممزوج بالعمل الصحفي المهني الراصد للأوضاع التي مرت بها سوريا بين ٢٠١١ و ٢٠١٣، عبر كتابين صدرا لها.
بين "تقاطع نيران" و "بوابات أرض العدم"، تأخذنا "يزبك" إلى أدق تفاصيل الحرية التي ناشدها السوريين و كافحوا لأجلها، من الصرخات التي ملئت المدن و المناطق السورية، و الانتقال إلى الكهوف و المغاوير اختباء من القصف، وصولاً للدخول في متاهات الألوان التي ساهمت في إخفاء الصورة الحقيقة للثورة السورية.
و لم تحظى نتاجات "يزبك" التي ترجمت لعدة لغات، بالاهتمام الذي تستحقه، إلا بعد أن قام الاعلام الغربي بإعادة تسليط الضوء على الكاتبة، بعد إصدارها أحدث كتبها "بوابات أرض العدم" الذي وصفه النقاد و الكتاب بأنه نوع فريد من الأسلوب الأدبي الصحفي و التوصيفي، بحاجة لتعمق و الدراسة، واعتماده كجزء من أرشيف الثورة و تاريخها.
لا يمكن تلخيص تجربة "يزبك" من خلال سطور قليلة بغياب بطلتها، و هذا ما نسعى إليه من خلال لقاء قادم معها لنسلط الضوء أكثر على التجربة و خلفياتها