بيان من "مالك جندلي" حول إلغاء فعالية ساحة الساعة بحمص
بيان من "مالك جندلي" حول إلغاء فعالية ساحة الساعة بحمص
● أخبار سورية ٦ ديسمبر ٢٠٢٥

بيان من "مالك جندلي" حول إلغاء فعالية ساحة الساعة بحمص

شهدت جولة الموسيقار مالك جندلي في سوريا، التي كان مخططًا لها أن تتضمن عروضًا في حمص ودمشق، تباينًا في الروايات حول أسباب إلغاء حفل ساحة الساعة الذي كان من المقرر أن يشكّل الافتتاح الرسمي للجولة.

وقد جاء هذا الغياب المفاجئ للفعالية ليطرح أسئلة واسعة حول خلفياته، بين ما أورده "جندلي" في بيانه وما نُقل عبر تصريحات رسمية ومصادر محلية في محافظة حمص.

وفق بيان الموسيقار مالك جندلي، فإن الفكرة الأساسية للجولة ارتبطت بتقديم السيمفونية السورية في أماكن تحمل رمزية خاصة في الذاكرة السورية، وفي مقدمتها ساحة الساعة في حمص.

وقد اعتُمد برنامج أولي يشمل عدداً من المدن قبل اختصاره بالاتفاق مع وزارة الثقافة ليقتصر على محطتين رئيسيتين، مع الحفاظ على خصوصية فعالية الساحة التي اعتُبرت قلب المشروع ورسالته.

ويوضح جندلي أن البرنامج الفني المخصص لهذه الفعالية كان مختلفاً عن الحفلات المقررة داخل القاعات، إذ صُمّم ليعتمد على تفاعل مباشر مع الجمهور ولعرض مقاطع ترتبط بشعارات وهتافات الثورة بوصفها جزءًا من البناء الفني للعمل.

ويرى أن إلغاء الفعالية قبل سفره بساعات، وتغيّر الأسباب المقدمة لذلك، شكّل مساسًا جوهريًا بروح المشروع ودفعه للاعتذار عن المضي في الجولة احترامًا لرسالتها وللجمهور.

في المقابل، تعكس الرواية الرسمية رغبة في التأكيد على أن ترتيبات الجولة كانت جزءًا من برنامج ثقافي أوسع مرتبط بالذكرى الأولى للتحرير، وأن حضور جندلي إلى سوريا عُدّ خطوة فنية ورمزية احتفت بها وزارة الثقافة واعتبرتها مشاركة وطنية في مناسبة عامة.

وتشير تصريحات الوزير محمد ياسين الصالح إلى أن الفعاليات كان يُفترض أن تنطلق من ساحة الساعة ثم تُستكمل في دار الأوبرا بدمشق، مع تأكيد على الطابع الاحتفالي والوطني للحدث.

وتقدّم مصادر في محافظة حمص تفسيرًا مختلفًا لإلغاء الحفل، قائمًا على اعتبارات لوجستية وأمنية وبحسب هذه المصادر، فإن تقييم الجهات المختصة أظهر صعوبة تأمين فعالية مفتوحة بمشاركة نحو ثمانين عازفاً، بينهم موسيقيون من جنسيات متعددة ومايسترو أمريكي، في ساحة مكشوفة وضمن ظروف اعتبرتها الأجهزة الأمنية غير مناسبة.

وتضيف أن الإعلان المبكر عن الفعالية على وسائل التواصل من قبل جندلي سبق التنسيق الكامل مع الجهات المحلية، ما أدى إلى إعادة النظر بالتجهيزات وتقديم بدائل من بينها نقل الحفل إلى المركز الثقافي أو تأجيله إلى موعد لا يتزامن مع التحضيرات العسكرية في المدينة وتؤكد المصادر أن الإصرار على إقامة الحفل حصراً في الساحة جعل الخيارات المتاحة محدودة.

ويعكس هذا التباين في السرديات اختلافاً في تعريف جوهر المشروع وسياقه فبالنسبة لجندلي، كانت ساحة الساعة المكان الذي تتجسد فيه رمزية العمل ومغزاه، فيما رأت الجهات المحلية أن الاعتبارات الميدانية فرضت تعديلات ضرورية على الخطة الأصلية.

ومع أن الطرفين أظهرا حرصًا معلنًا على إنجاح الفعاليات، فإن تضارب التوقعات وتفاوت الأولويات بين الضرورات الفنية والقيود الأمنية قاد في نهاية المطاف إلى توقف الجولة قبل انطلاقها.

ورغم ذلك، يبقى القاسم المشترك في المواقف هو الاستعداد المعلن للتعاون مستقبلاً فالموسيقار أكد في ختام بيانه أن رغبته في تقديم موسيقاه على أرض سوريا لم تتغير، وأنه منفتح على إعادة التفكير في جولة جديدة حين تتوفر ظروف تضمن احترام الرسالة الفنية.

أما الجهات الرسمية فعبّرت عن تقديرها لحضوره ولرمزية أعماله، مشيرة إلى أن نية إقامة الحفل لم تُلغَ بقدر ما خضعت لإعادة ترتيب احترازي فرضته المستجدات التنظيمية والأمنية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ