
بيان إعلان حرب ضد الدولة.. المجلس العسكري يؤيد "الهجري" وينقلب على بيان مشيخة العقل مطالباً بتدخل دولي ..!!
أعلن "المجلس العسكري في السويداء"، في بيان رسمي اليوم الجمعة، تبنيّه الكامل لبيان الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز، مطالباً بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، معلناً رفضه دخول قوى الأمن العام، وذلك عقب ما أسماها "الانتهاكات" التي تعرض لها الدروز في منطقة صحنايا بريف دمشق.
وندد المجلس في البيان الذي يعتبر بمثابة إعلان حرب على الدولة السورية، بما أسماها "الجرائم التي ترتكبها هيئة تحرير الشام" ضد المدنيين في منطقة صحنايا، وتحدث عن ارتكاب جرائم حرب تشمل القتل العشوائي، الاعتقالات التعسفية، وإهانة مشايخ الطائفة الدرزية ورموزها.
واتهم الجماعة بأنها "تسعى إلى تدمير النسيج الاجتماعي في المنطقة عبر نشر الفكر التكفيري، وفرض هيمنتها بالقوة على سكان المنطقة، مع استهداف الهوية الدرزية بشكل خاص"، وفق تعبيره.
وطالب المجلس العسكري، مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، بهدف وقف الاعتداءات وحماية المدنيين. كما دعا مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إرسال فرق تحقيق لتوثيق الانتهاكات ومحاكمة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية، وفق تعبيره.
وفي خطاب تصعيدي وانقلاب واضح على بيان مشيخة العقل في السويداء المعلن يوم أمس، وجه المجلس تحذيرًا لمن أسمها "الدول التي تدعم هيئة تحرير الشام"، مطالبًا بوقف تمويل من أسمها "الجماعات الإرهابية التي تمارس التطهير الطائفي في المنطقة"، في انتهاك واضح للمواثيق الدولية، وفق نص البيان.
وأكد المجلس استعداد قواته لتعزيز التنسيق مع أي جهة دولية جادة تهدف إلى حماية المدنيين وضمان أمن المنطقة، وشدد المجلس على رفضه السماح بتسليم جبل العرب إلى هيئة تحرير الشام، وأكد أنه لن يسمح بدخول قوات الأمن العام إلى المنطقة بأي شكل من الأشكال.
وأعلن المجلس عزمه على التصدي بأقصى قوة لأي "اعتداءات مستقبلية" ضد المنطقة، وفقًا لما يقتضيه القانون الدولي الإنساني، واختتم المجلس العسكري في السويداء بيانه بالإشارة إلى أن صمت العالم حيال ما يجري من انتهاكات في صحنايا وجرمانا يعد بمثابة تشجيع للإرهاب، وقال إن دماء الدروز ليست أرخص من غيرها، مطالبًا بتفعيل الواجب الإنساني لحماية المدنيين قبل أي اعتبارات سياسية.
بيان مشيخة العقل في السويداء
وكانت أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
وفي ظل الظروف الأمنية التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا، دعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
ليث البلعوس: "رجال الكرامة" تتخذ إجراءات لتفعيل الضابطة العدلية وضبط الأمن في السويداء
وكان أكد الشيخ "ليث البلعوس"، نجل مؤسس حركة "رجال الكرامة" في محافظة السويداء، في تصريح خاص للجزيرة، أن عصابات خارجة عن القانون قد اعتدت مؤخرًا على بعض أبناء محافظة السويداء، ما دفع الحركة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لتفعيل الضابطة العدلية في المحافظة، والتي سيشرف عليها أبناء السويداء أنفسهم.
وأشار البلعوس إلى أن الحركة تطالب بضبط الوضع على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مؤكدًا ضرورة ردع العصابات المسلحة التي تهدد الأمن في المنطقة. كما شدد على أن حركة رجال الكرامة ترفض الطائفية تمامًا، وتعتبر نفسها جزءًا من الشعب السوري بشكل عام.
وفيما يتعلق بالانتهاكات ضد أبناء الطائفة الدرزية في ريف دمشق، دعا البلعوس إلى ضرورة وضع حد لتلك الانتهاكات، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا. وأعرب عن ترحيب الحركة بالانتشار الأمني على الطريق بين دمشق والسويداء، مؤكدًا أن هذا سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد أن حركة رجال الكرامة وطنيون سوريون عروبيون، يرفضون الانفصال عن سوريا الأم، مشيرًا إلى أن الحركة ليست بحاجة إلى حماية من أي طرف آخر، ولفت إلى أن الأولوية القصوى لحركة رجال الكرامة هي بسط الأمن في محافظة السويداء، من أجل منع أي انتهاكات قد تهدد استقرار المنطقة.
"الهجري" في بيان تصعيدي: ندعو لحماية دولية بعد مجازر إبادة وسقوط الثقة بالحكومة..!!
وسبق أن أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز، بيانًا شديد اللهجة أعرب فيه عن حزنه العميق واستنكاره لما أسماها "المجازر الدامية" التي استهدفت المدنيين، محذرًا من الانزلاق نحو هاوية الفتن المنظمة، ومشدّدًا على فقدان الثقة الكاملة بالحكومة الحالية التي وصفها بأنها "تغذي التطرف وتنشر الموت بأذرعها التكفيرية".
وقال الشيخ الهجري: "الرحمة لشهدائنا الأبرياء الذين قضوا ضحية مجازر داعشية تكفيرية، لم نكن ننتظرها ولم نرغب بوقوعها. هذه الحرب التي تُشنّ على أهلنا ليست سوى أداة للترويع والإرهاب، ولزرع السطوة دون أي مبرر أو سبب، افتُعلت الفتن لتغيير صورة الجاني والمجني عليه، لكن الحقيقة واضحة: أهلنا كانوا في بيوتهم آمنين، فداهمتهم عصابات تكفيرية، ودافعوا عن أنفسهم وأرزاقهم وكرامتهم، ولا يصح وصفهم بعصابات. هذه جريمة إبادة مكتملة الأركان".
وزعم الهجري أن الرئاسة الروحية، وبالاتفاق مع كافة القوى الوطنية في النسيج السوري، باتت على موقف موحّد تجاه الإدارة الحالية "بكل فصائلها الإرهابية التكفيرية"، موضحًا أن ما جرى في الأيام الأخيرة أظهر جليًا أن الحكومة لم تعد تُعتبر حكومة شعب، بل "أصبحت تدير عصابات تكفيرية تقتل وتخطف وتروّع، ثم تدّعي أنها عناصر منفلتة"، وفق تعبيره.
تشكيل مشبوه منذ التأسيس
والمجلس العسكري في السويداء هو تشكيل مسلح أعلن عن نفسه حديثاً، بقيادة العقيد المنشق عن جيش النظام السابق طارق الشوفي، يضم حوالي 900 بين ضباط، وضباط الصف، وأفراد عسكريين منشقين عن جيش النظام المخلوع، والمتقاعدين القدامى منه، بالإضافة إلى مقاتلين محليين، تشوبه اتهامات أنه شكل بتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويحظى بدعم لوجستي من التحالف الدولي.
وأعلن عن تشكيل "المجلس العسكري"، تحت شعار "حماية المجتمع والأمن الوطني"، متبنّياً خطاباً يدعو إلى "دولة علمانية لا مركزية". لكن ما أثار شكوك وتساؤلات شريحة واسعة من أبناء محافظة السويداء، هو الاستعراض العسكري المصاحب للإعلان، والذي جرى في قرية الغارية في ريف السويداء الجنوبي، المتاخم للحدود الأردنية، حيث رُفعت أعلامٌ تشبه تلك التي تستخدمها قوات "الأسايش" الكردية التابعة لـ"قسد"، كما تبنى التشكيل الجديد إطلاق صفحة باسمه على فيسبوك تحمل الشعار ذاته، ما عزّز تكهنات بوجود تنسيق خفي بين الطرفين.