
بوتين يؤكد للشرع استعداد روسيا لتعزيز التعاون مع سوريا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رسالة وجهها إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، استعداد بلاده لتطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في جميع القضايا المطروحة على جدول الأعمال الثنائي.
ونقل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن بوتين تأكيده على “التزام موسكو المستمر بتعزيز العلاقات الروسية السورية التقليدية، والاستعداد لمواصلة التنسيق الوثيق مع الإدارة السورية في مختلف المجالات”، في إشارة إلى اهتمام روسيا بترسيخ نفوذها داخل سوريا في المرحلة الجديدة.
وتأتي هذه الرسالة في سياق تحركات دبلوماسية مكثفة بين موسكو ودمشق، حيث شهدت الفترة الأخيرة رفع مستوى الاتصالات بين الجانبين، من بينها محادثة هاتفية بين بوتين والشرع، وسط حديث عن اقتراب الطرفين من التوصل إلى تفاهمات حول صيغ جديدة للتعاون المشترك.
وفي وقت سابق، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث أعرب عن دعمه للقيادة الجديدة في سوريا، متمنيًا لها النجاح في تحقيق الاستقرار وخدمة الشعب السوري.
وأكد بوتين موقف روسيا الثابت في دعم وحدة سوريا وسيادتها، معربًا عن استعداد موسكو للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم المساعدات الإنسانية. وأشار الكرملين إلى أن المحادثات بين بوتين والشرع كانت بناءة، واتفق الطرفان على مواصلة التنسيق والتعاون.
وكانت روسيا قد اتخذت خطوات عملية في هذا الاتجاه، إذ أعلن البنك المركزي السوري في 14 شباط/فبراير الماضي، عن دخول أموال نقدية بالليرة السورية إلى البلاد عبر مطار دمشق الدولي قادمة من روسيا، دون تحديد مصدرها. ووفقًا لتقارير إعلامية عربية، فإن إدارة الشرع طالبت موسكو بإعادة الأموال التي هربتها النخبة السابقة إلى الخارج.
كما تسعى روسيا للحفاظ على مواقعها العسكرية في المحافظات الساحلية السورية، حيث يجري التفاوض حول مستقبل المنشآت الروسية هناك، مع التزام الطرفين بالصمت حول ما تم تحقيقه في هذا الملف حتى الآن.
ويرى مراقبون أن موسكو تسعى إلى تطوير أجندة جديدة للتعامل مع سوريا، بما في ذلك بناء علاقات مع الجهات التي أطاحت ببشار الأسد، ومن المتوقع أن تطرح روسيا قريبًا رؤية أكثر وضوحًا بشأن استراتيجيتها المستقبلية في سوريا، مع التركيز على المصالح المشتركة مع الإدارة الانتقالية في دمشق.