بعد سيطرة ثوار درعا على معبر نصيب.. الأردن يغلق معبر جابر الحدودي مع سوريا
تمكّن مقاتلو غرفة عمليات الجنوب من تحرير معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد استسلام قوات النظام الموجودة هناك
وتجري معارك عنيفة جدا في محافظة درعا بين فصائل محلية انضمت إلى غرفة عمليات الجنوب للسيطرة وتحرير المحافظة، حيث تمكنوا من السيطرة على معبر نصيب وعلى اللواء 52 شرقي درعا وعلى العديد من مدن وبلدات وقرى المحافظة.
وأعلن وزير الداخلية مازن الفراية اليوم الجمعة إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري وذلك بسبب الظروف الأمنية المحيطة في الجنوب السوري.
وبموجب القرار فإنه سيتم السماح للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى أراضي المملكة، فيما ستمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضي السورية.
وقال وزير الداخلية إن الأردن يتابع التطورات الجارية في سوريا، بينما تستمر القوات المسلحة بتأمين الحدود.
تمكّن مقاتلو غرفة عمليات الجنوب من تحرير مدينتي جاسم و انخل و قرى العالية و سملين بعد اشتباكات مع قوات النظام المتمركزة في المنطقة و انشقاق مجموعة كبيرة منهم و انحيازهم لصفوف الثورة
وأعلن الثوار في محافظة درعا اليوم عبر بيان عن تشكيل "غرفة عمليات الجنوب"، في ظل هجمات نفذوها اليوم على ميليشيات الأسد في عدد من المدن والقرى والبلدات، تزامنا مع الانتصارات الكبيرة التي يحققها الثوار في إدارة العمليات العسكرية في حلب وحماة وحمص ضمن معركة "ردع العدوان".
وأكد البيان أن سوريا "تعيش حالة تحرر وطني شاملة انطلقت شرارتها الأولى من حوران مهد الثورة"، مشددا على أنه لا بدّ لمن حظي بهذا الشرف العظيم أن يلتحم مع ثوار سوريا في إطار الهوية الوطنية الجامعة، بموقف وطني يوحد دم الشعب السوري ويسعى لإنهاء حكم الاستبداد، وتحقيق العدالة والكرامة والمساواة.
ولفت اليوم إلى أن الثوار يخوضون "ملحمة الإباء، ومعركة الكرامة، وجولة الحق المبين" موجها النداء لأبناء الجنوب وثواره لـ "ننشد معا الحرية والكرامة، والعمل معنا لبناء سوريا الجديدة".
ونوه البيان إلى أن الثوار يقفون على أبواب دمشق شركاء في هذا التحرر مع جبل السويداء الأشم، وثوار القنيطرة الشرفاء، مضيفا: نمد أيدينا للاندماج مع كل مكونات سوريا الجديدة الموحدة الخالية من الإرهاب والطائفية، المتطلعة للتحرر من الاستبداد.
وأشار إلى عزم الثوار على ضبط حدود الجنوب مع المحافظة على أمنة واستقراره، داعيا كل دول العالم لتكون مع قرار الشعب السوري في نيل حريته وكرامته وبناء دولته المدنية.
وطالب أهالي حوران بالحفاظ على مؤسسات الدولة وصيانتها من العبث والتخريب، داعيا لاستمرار المؤسسات المدنية في عملها.
كما طالب البيان جيش الأسد أن يلتحق بركب سوريا الجديدة بالانشقاق عن عصابة الإجرام.
وشهدت محافظة درعا اليوم تصعيداً متزايدا مع انضمام العديد من المدن والقرى والبلدات لشن هجمات تستهدف مقرات وحواجز لقوات الأسد، حيث حققت فصائل محلية في ريف درعا الشرقي والأوسط تقدما سريعا على حساب قوات الأسد التي باتت تنسحب من الحواجز واحدا تلو الآخر.
وأكد ناشطون في "تجمع أحرار حوران" أن الثوار في مدينة بصرالحرير بريف درعا الشرقي تمكنوا من السيطرة على كافة الحواجز في المدينة، مع اغتنام دبابة وآليات عسكرية، وقاموا بتأمين انشقاق 20 عنصرا كان تابعا لجيش الأسد، وردت ميليشيات الأسد المتمركزة في مدينة ازرع كعادتها بقصف أحياء المدينة السكنية بقذائف المدفعية بشكل عنيف.
كما سيطر الثوار أيضا على كافة الحواجز في بلدات الكرك الشرقي والمليحة الغربية والسهوة والمسيفرة شرقي درعا، واغتنموا دبابة وعربة، وسيطروا على حاجز المجبل الواقع شرقي بلدة محجة والتابع لفرع أمن الدولة، وبلدة نمر وحاجز أمن الدولة في قرية سملين.
وترافق ذلك مع قصف مدفعي وبقذائف الهاون بشكل عنيف من قبل قوات الأسد على القرى والبلدات المحررة، حيث سقط جرحى في صفوف المدنيين بينهم أطفال إثر قصف مصدره كتيبة جدية طال منازل المدنيين في مدينتي نوى وجاسم.
وهاجم الثوار اليوم فرع الأمن العسكري ومبنى الناحية في مدينة نوى بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واغتنموا أسلحة وذخائر، وأعلنوا حظرا للتجول بسبب القصف الذي بدأه نظام الأسد على المدينة والذي تسبب بسقوط عدد من الجرحى أيضا.
وشن الثوار هجوما مباغتا على حاجز تابع للمخابرات الجوية في قرية الجبيلية الواقعة على الحدود الإدارية بين درعا والقنيطرة، في ظل قصف مدفعي انتقامي لميليشيات الأسد على القرية.
والجدير بالذكر أن محافظة درعا منذ عام 2018 تملك خصوصية بعد سيطرة نظام الأسد عليها، حيث رفض العشرات من الثوار حينها التهجير نحو الشمال السوري، ومنعوا نظام الأسد من إقامة الحواجز داخل بعض المدن كدرعا البلد وطفس والمزيريب وغيرها، فيما لا يسمح لنظام الأسد بسوق شبان المنطقة للخدمة العسكرية الإلزامية.
وتترافق هجمات ثوار درعا مع الانتصارات التي يحققها ثوار إدارة العمليات العسكرية ضمن معركة "ردع العدوان" في محافظات حلب وحماة وحمص، حيث سيطروا يوم أمس على كامل مدينة حماة، وفكوا صباح اليوم الحصار عن ريف حمص الشمالي، حيث التقوا بثوار المنطقة بعد تحرير عدد من القرى بريف حماة الجنوبي، فيما تتجه أنظارهم نحو مدينة حمص الاستراتيجية وريفها.