بعد زيارة مظلوم عبدي لأربيل.. مسرور بارزاني يلتقي رئيس الامارات وملك الأردن
قام مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، بزيارة إلى الإمارات والأردن، حيث التقى محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، وملك الأردن عبد الله الثاني، في تحركات تشير إلى تنسيق كردي إقليمي لافت.
تأتي هذه الزيارة بعد لقاء مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع مسعود بارزاني في أربيل يوم 16 يناير، وهو ما يعكس تحركات كردية في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة في سوريا.
في زيارته للإمارات والأردن، بحث مسرور بارزاني مع رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، وملك الأردن عبد الله الثاني، قضايا الأمن والاستقرار في سوريا، مؤكدًا أهمية تحقيق حلول مستدامة تُسهم في استقرار الشرق الأوسط.
كما ناقش دور التعاون الإقليمي في دعم إعادة إعمار سوريا، خاصة في ظل التحولات التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
وفي سياق متصل، التقى مظلوم عبدي مع مسعود بارزاني في أربيل، حيث ركز الاجتماع على توحيد المواقف الكردية لمواجهة التحديات في سوريا، حيث دعا مسعود بارزاني إلى ضرورة التوصل إلى تفاهمات بين قسد والمجلس الوطني الكردي (ENKS) تتيح لهما المشاركة كقوة موحدة في الحكومة السورية الجديدة.، والتي أبدى عبدي تحفظًا على إدماج المجلس كقوة عسكرية، مشددًا على أهمية الحفاظ على هيكلية قسد الحالية.
تأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الكردية على الإدارة السورية الجديدة، حيث تسعى قسد للحصول على تنازلات تتعلق بوضعها العسكري والسياسي في سوريا.
وعقب زيارة مسرور بارزاني للأردن والإمارات، أعلنت دمشق رفضها لمقترح قسد بتشكيل كتلة عسكرية مستقلة ضمن الجيش السوري، واشتراطها دمجها بالكامل تحت وزارة الدفاع، وأكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن دمج قسد في الجيش السوري هو “حق للدولة السورية لتحقيق وحدة المؤسسات العسكرية”، متهمًا قيادة قسد بالمماطلة.
في المقابل، شدد مظلوم عبدي على أن الاندماج ممكن بشروط، منها التفاوض الواضح وضمان الحقوق، مع اقتراح تشكيل لجنة مشتركة لدراسة آلية الدمج.
وتشير المؤشرات إلى أن زيارة مسرور بارزاني إلى الإمارات والأردن قد تكون جزءًا من جهد لدعم رؤية قسد للحل في سوريا، حيث ركزت النقاشات مع قادة الإمارات والأردن على تعزيز الاستقرار الإقليمي، في حين يبدو أن هذه الزيارات المفاجئة أتت في ظل أنباء عن حشودات عسكرية للإدارة السورية الجديدة لمحاربة قسد، خاصة أن المعارك بين الجيش الوطني السوري وميلشيات قسد لم يتوقف خاصة على جبهات ريف حلب الشرقي في سد تشرين ومحيطها.
ويرى مراقبون ونشطاء أن زيارة مسرور بارزاني السريعة إلى الأردن والإمارات بالتحديد، قد يكون في طياتها الكثير، فيا يخص شرق الفرات ومستقبل قسد، وبالتأكيد أن الزيارة لم تكن لإلتقاط الصور أو التأكيد على متانة العلاقات بينهم، بل تشير أن الزيارة كانت مخصصة لما يحدث في سوريا أو قد يحدث.
وبينما تستمر هذه الجهود، يبقى المشهد مفتوحًا على مزيد من التعقيدات، حيث تواصل الحكومة السورية الجديدة العمل على توحيد الفصائل العسكرية بحلول مارس المقبل، مع إنشاء قاعدة بيانات متكاملة تشمل الموارد البشرية والعسكرية، بينما تستمر التوترات بين دمشق وقسد، والتحركات الإقليمية التي تسعى لتحديد ملامح المرحلة القادمة.