بعد تقارير عن اختراق إيراني .. وزارة الاتصالات تتحقق من أمان شرائح الاتصال والشركات المزودة توضح
أعلن وزير الاتصالات وتقانة المعلومات المهندس "حسين المصري"، عن إرسال عينات من شرائح شبكات الاتصال في سوريا إلى شركة متخصصة للتحقق من مدى توافقها مع المعايير الفنية العالمية، جاء هذا الإعلان عقب انتشار تقارير إعلامية تشير إلى تعرض خصوصية بيانات المواطنين السوريين للخطر عبر استخدام شرائح الموبايل.
وأكد المصري في تصريحاته أن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة في حال ثبوت وجود أي خطر يهدد بيانات المواطنين، مشدداً على أن حماية خصوصية البيانات هي من أولويات وزارة الاتصالات. وأضاف أن الوزارة تعمل على ضمان توافق كافة الأنظمة مع المعايير العالمية في مجال حماية البيانات.
تقرير يفضح تغلغل إيران في التجسس على قطاع الاتصالات
تقرير لـ "تلفزيون سوريا" كشف عن الدور المستمر لإيران في تعزيز نفوذها في سوريا، بما في ذلك في قطاع الاتصالات، حيث أشار التقرير إلى أن إيران قد عملت على تزويد سوريا بشرائح اتصال مصنوعة في إيران، بداية من عام 2018، حيث كانت هذه الشرائح جزءاً من حملة لتحديث شبكة الاتصال في البلاد، وتعزيز التقنيات المستخدمة في هذا القطاع.
وأكد التقرير أن الشرائح المصنعة في إيران تم استخدامها بواسطة شركات الاتصالات المحلية مثل "سيريتل" و "MTN" في سوريا، وهو ما أثار مخاوف بشأن الأبعاد الأمنية لهذه الشراكات، تبين أن الشركة الإيرانية المصنعة لهذه الشرائح هي "صقا"، التي تُعد واحدة من أكبر شركات تصنيع البطاقات الذكية في إيران.
الأنشطة الأمنية والعسكرية لشركة "صقا"
وأوضح التقرير أن شركة "صقا" ليس فقط مصنعة للشرائح، بل أنها تعمل أيضاً في مجالات أخرى مثل إنتاج بطاقات الدفع البنكية ووسائل النقل العام، فضلاً عن تصنيع الطائرات بدون طيار (الدرونات). وأشار التقرير إلى أن هذه الشركة ترتبط بعلاقات مباشرة مع وزارة الدفاع الإيرانية، مما يعزز المخاوف بشأن الاستخدامات الأمنية للمعدات التي تقوم بتوريدها.
وأشار التقرير إلى أن إحدى الشراكات البارزة لشركة "صقا" Sagha Company هي مع شركة "إيرانسل"، التي تعاونت معها لتطوير شبكة الإنترنت في إيران وكذلك في مشاريع ذات علاقة بنظام "إنترنت الأشياء".
التهديدات الأمنية المرتبطة بشرائح الاتصال الإيرانية
تحذر التقارير من أن الشرائح الإيرانية قد تم تزويدها بتقنيات تجعلها أدوات فعالة للتجسس والمراقبة، هذه الشرائح تدعم تطبيقات متعددة مثل المحافظ الرقمية والبطاقات الذكية، مما يعرضها لتسرب البيانات الحساسة. كما يمكن لهذه الشرائح أن تُستخدم للتجسس على المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وتتبع المواقع الجغرافية للمستخدمين.
التعاون الإيراني مع شركات الاتصالات المحلية
تشير التحقيقات إلى أن شركات الاتصالات المحلية في سوريا، مثل "سيريتل" و "MTN"، استفادت من هذه الشرائح الإيرانية، ما يجعلها عرضة للتجسس لصالح إيران. وأضاف التقرير أن التقنيات المستخدمة في هذه الشركات قد تكون مملوكة أو مطورة في إيران، وأن مهندسين إيرانيين كانوا يشرفون على تطوير هذه الشبكات داخل سوريا.
التوصيات والإجراءات المستقبلية
توصي التقارير بضرورة قيام وزارة الاتصالات السورية بإجراء تحقيقات شاملة للتأكد من أن هذه الشرائح لا تشكل تهديداً على أمن المواطنين وخصوصيتهم. كما يطالب الخبراء الحكومة السورية بالتحقيق في تورط شركات الاتصالات المحلية مع إيران واستبدال هذه الشرائح عبر اللجوء إلى خيارات آمنة ومستقلة، بالإضافة إلى ذلك، يشدد الخبراء على ضرورة تحسين البنية التحتية للاتصالات في سوريا وضمان تطبيق معايير أمنية عالية في هذا القطاع.
رد شركة سيريتل على الأخبار المتداولة
قالت "شركة سيريتل" في بيان لها، إنها قامت باستيراد شرائح الاتصال من مصادر متعددة، حيث يخضع جميع الموردين لعدة اختبارات وإجراءات فنية دقيقة لضمان الجودة والأمان، وفي عام 2021، بسبب النقص العالمي الحاد في إمدادات الشرائح الذي نتج عن أزمة كورونا، فضلاً عن العقوبات المفروضة على شركة سيريتل، تم التعاقد مع شركة "ساغا" الإيرانية كأحد الخيارات المتاحة آنذاك.
أكدت شركة سيريتل أنها توفر مستويات عالية من الحماية لضمان خصوصية وأمان بيانات زبائنها، حيث تستخدم أنظمة جدران نارية متطورة من شركات عالمية رائدة، إلى جانب العديد من الإجراءات التي تمنع أي محاولات للتحكم في أجهزة المستخدمين عبر شرائح الاتصال. كما يتم تحديث هذه الأنظمة بشكل دوري لتحسين كفاءتها.
ولفتت إلى أنها قامت بالتنسيق مع الهيئة الناظمة للاتصالات لإرسال عينات عشوائية من شرائح الاتصال القديمة والجديدة إلى شركات متخصصة في أمن الاتصالات لإجراء فحص دقيق، وقالت إنها ستشارك تقرير النتائج الموثوق حال صدوره من هذه الشركات، كما سنقوم بتقديمه إلى وزارة الاتصالات والهيئة الناظمة للاتصالات.
بيان رسمي من شركة MTN سوريا
أوضحت شركة MTN سوريا حول ما تم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول شرائح الخطوط الخلوية (السيمات) المستخدمة في الأسواق السورية، بانه لا يوجد أي تعامل فني، تقني، أو تجاري بين شركة MTN سوريا وشركة "سقا" الإيرانية (Saga Company)، سواء في الماضي أو حالياً، كما لا يوجد أي شريحة لخطوط الخلوي الخاصة بشركة MTN سوريا في الأسواق السورية، سواء في السابق أو حالياً، ذات مصدر إيراني.
وبينت أن الشرائح المستخدمة حالياً في أسواق سوريا لشركة MTN سوريا هي من شركات متخصصة ذات مصدر خليجي، أوروبي، وصيني، مؤكدة أن شركات الاتصالات السورية تلتزم بمجموعة من الأنظمة والقوانين من قبل وزارة الاتصالات والهيئة الناظمة، التي تفرض اختبارات معقدة ومراحل فحص متعددة لضمان توافق الشرائح مع المواصفات التقنية العالمية، مما يضمن عدم وجود أي ثغرات أمنية قد تؤدي للاختراق.
وأكدت شركة MTN سوريا على التزامها منذ انطلاقتها في السوق السورية قبل 25 عاماً بأن حماية بيانات المشتركين هي أولوية قصوى، وأنها محمية بشكل تام وفق أعلى معايير الأمان.
وبات الاستمرار في استخدام شرائح اتصال إيرانية في سوريا يثير العديد من المخاوف حول خصوصية المستخدمين وأمن البيانات، ويتطلب الوضع الحالي تدخلاً سريعاً من الحكومة السورية لضمان عدم تسريب المعلومات الحساسة وضمان الاستقلالية في قطاع الاتصالات.