بعد الرفض المحلي والتحذير الدولي.. "الإدارة الذاتية" تجري "انتخابات البلدية" بشكل سري
قالت مصادر إعلامية متطابقة إن "الإدارة الذاتية" المظلة المدنية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أجرت انتخابات البلدية في مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا بمشاركة إجبارية للموظفين والعسكريين العاملين لديها.
وذكرت المصادر انطلقت الانتخابات وسط ظروف سياسية وأمنية حساسة، حيث تواجه رفضاً شعبياً واسعاً في المنطقة، إلى جانب انتقادات دولية وتحذيرات من الجانب التركي، وسط عدم وجود دعم دولي لهذه الانتخابات.
وفقاً للمعلومات الواردة، فإن عملية التصويت تجري بسرية بسبب هذه الضغوط، وسط تقارير عن تهديدات تستهدف الموظفين والمستفيدين من المساعدات الإنسانية في حال الامتناع عن المشاركة.
وتستخدم الإدارة الذاتية وسائل ضغط، مثل التهديد بقطع المساعدات الإنسانية أو فصل الموظفين، لإجبار السكان على التصويت، وهو ما يزيد من حدة التوترات في المنطقة التي تعاني بالفعل من انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة.
ومن المتوقع أن تُثير هذه الخطوة مزيداً من الجدل، خاصةً إذا استمرت تركيا في تهديدها باتخاذ إجراءات عسكرية ضد قسد، وحصلت شبكة الخابور على تسجيل صوتي لمدير صندوق انتخابي في منطقة الجزرات بريف ديرالزور يشرح فيه كيفية اختيار المرشحين لانتخابات البلدية.
وكانت قالت وسائل إعلام مقربة من "الإدارة الذاتية" إن أحزاب سياسية توافقت على "طلب تأجيل" انتخابات البلديات في شمال شرقي سوريا.
وتشير معلومات أن "طلب التأجيل" المكرر هذه المرة بمثابة "إلغاء فكرة إجراء انتخابات البلديات"، حيث تضمن الطلب المزمع تقديمه "تأجيل انتخابات البلديات حتى إشعار آخر ولحين تهيئة ظروف مناسبة".
وفي ظل الضغط والرفض الدولي والمحلي، يشير مراقبون إلى سعي "قسد" إلى التملص من إجراء الانتخابات حيث كررت المفوضية العليا للانتخابات التأجيل علما بأنها قالت بإعلانها الأول إن كل الظروف ملائمة لذلك.
وفي سياق متصل، نقلت مصادر تابعة لنظام الأسد، اليوم الخميس بأن الإدارة تتوجه لعدم إجراء الانتخابات ونوهت لعدم وجود استعدادات ولا مؤشرات على التحضير لها، لتفادي خطر عمل عسكري تركي، وتأثيرها السلبي على العلاقات مع النظام السوري.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها تنظيم انتخابات بلدية في 11 يونيو/حزيران الماضي في عدة مناطق من شمال شرق سوريا، منها الشهباء وعفرين ومنبج بريف حلب، إضافة إلى مناطق في الرقة ودير الزور والحسكة. إلا أن هذا الإعلان قوبل بموجة من التصريحات المعارضة من مختلف الفاعلين السياسيين والعسكريين في سوريا.