
بعد أشهر من توغل قوات إسرائيلية .. قوات "الأندوف" تدخل "كتيبة 74" بالقنيطرة
دخل رتل من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (الأندوف) إلى "كتيبة 74" في ريف القنيطرة الجنوبي، يوم أمس الأحد، حيث ضم الرتل أكثر من عشر سيارات ونحو 30 عنصراً، وأفادت مصادر محلية أن الزيارة شملت إجراء مسح دقيق باستخدام أجهزة متطورة داخل الموقع وفي محيطه، قبل أن يغادر الرتل بعد ساعات قليلة من وصوله.
تأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أشهر من توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل نفس الكتيبة في كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث سحبت إسرائيل قطعاً عسكرية ثقيلة من الموقع ونقلتها إلى الجولان السوري المحتل، قبل أن تدمرها جرافات عسكرية إسرائيلية بالكامل. هذه التطورات تشير إلى استمرار التصعيد العسكري في المنطقة.
وفي هذا السياق، سبق وأن صرح مسؤول في الأمم المتحدة بأن القوات الإسرائيلية تواصل بناء البنية التحتية في المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل، والتي تم تحديدها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين عام 1974. وأضاف المسؤول أن إسرائيل أقامت معدات اتصال وحواجز طرق في تلك المنطقة، مما يعكس استمرار انتهاك الاتفاقات الدولية.
من جانب آخر، أكد الميجور جنرال باتريك جوشات، القائم بأعمال قائد قوة حفظ السلام "أندوف"، أن القوة قد أبلغت إسرائيل بأن وجودها في المنطقة العازلة وأفعالها فيها تعد انتهاكاً صارخاً للاتفاق الذي وقع بين دمشق وتل أبيب عام 1974. وكانت الاتفاقات السابقة بين الطرفين قد أمنت هدنة على الجبهات الجنوبية، بالرغم من الاعتداءات المتكررة من الجانب الإسرائيلي على الأراضي السورية.
تُظهر هذه التطورات تصاعد التوترات في الجنوب السوري، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاقات الدولية المتعلقة بالحدود. ووسط هذه التحديات، تراقب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الوضع عن كثب، مع دعوات متزايدة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم حماية الحقوق السيادية السورية.
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، تبقى الأوضاع في جنوب سوريا تشكل مصدر قلق دولي، وسط مطالب مستمرة باتخاذ خطوات فعالة لحماية الأمن الإقليمي وضمان تطبيق الاتفاقات الدولية، إذ لم يعد للإدانات الدولية أي تأثير على التعنت الإسرائيلي، وبات المشهد يحتاج لضغط دولي حقيقي يلزم إسرائيل وقف اعتداءاتها على الأراضي السورية.