
بعد 12 عاماً من القطيعة... هبوط أول رحلة جوية سعودية مباشرة في مطار دمشق
شهد مطار دمشق الدولي، اليوم الخميس، حدثًا لافتًا تمثل في هبوط أول رحلة جوية سعودية مباشرة قادمة من العاصمة الرياض، لتنهي بذلك 12 عامًا من الانقطاع الكامل في حركة الطيران بين السعودية وسوريا، والتي بدأت عقب قطع العلاقات بين البلدين على خلفية قمع نظام بشار الأسد للاحتجاجات الشعبية في عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الطائرة التابعة لشركة "فلاي ناس" السعودية، وصلت إلى دمشق كأول رحلة تجارية مباشرة منذ اندلاع الأزمة، في حين أعلنت قناة "الإخبارية" السعودية في وقت سابق اليوم عن قرب إقلاع الرحلة الأولى من الرياض إلى العاصمة السورية.
ويأتي هذا التطور بعد زيارة وفد من هيئة الطيران المدني السعودي إلى دمشق في نيسان الماضي، أجرى خلالها جولة ميدانية تمهيدًا لإعادة تسيير الرحلات بين البلدين، ضمن جهود إقليمية أوسع لإعادة دمج سوريا في محيطها العربي.
في السياق ذاته، أعلنت شركة "طيران الإمارات" عن استئناف رحلاتها المنتظمة إلى دمشق اعتبارًا من 16 تموز المقبل، على أن تبدأ بثلاث رحلات أسبوعيًا، ترتفع إلى أربع في آب، وصولًا إلى جدول يومي بحلول نهاية تشرين الأول، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
كما تستعد شركتا "طيران ناس" و"طيران أديل" السعوديتان لإطلاق رحلات منتظمة إلى سوريا خلال الأسابيع المقبلة، بعد حصولهما على الموافقات اللازمة. وأكد المدير التنفيذي لـ"طيران أديل"، ستيفن جرينواي، أن أولى رحلات الشركة ستبدأ في تموز المقبل.
وتعكس هذه التحركات تحولًا تدريجيًا في الموقفين الإقليمي والدولي تجاه سوريا، في ظل التوجه نحو إعادة العلاقات وتخفيف القيود الاقتصادية. ووفق وسائل إعلام سعودية، فقد أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، استجابة لطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتقدّر السلطات السعودية عدد السوريين المقيمين في المملكة بنحو 449 ألف شخص، ما يبرز أهمية استئناف الرحلات الجوية في تسهيل التواصل الأسري، ودعم المصالح الاقتصادية المتبادلة، خصوصًا في ظل توجه شركات الطيران الخليجية لتوسيع نشاطها في المنطقة.
ويُنظر إلى هذه العودة الجوية كجزء من مشهد سوري جديد يتشكل بعد سقوط النظام السابق، وسط تسارع في خطوات إعادة التطبيع السياسي والاقتصادي، وسباق إقليمي نحو التمركز في ملفات إعادة الإعمار والاستثمار في سوريا ما بعد الحرب.