
بصفة استشاري دولي .. "فضل عبد الغني" يُعلن انضمامه إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
أعلن الحقوقي السوري "فضل عبد الغني"، مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، انضمامه إلى "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)" بصفة استشاري دولي في شمال إفريقيا، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل فرصة لتعزيز خبراته ونقلها إلى خدمة بلاده سوريا.
وأوضح عبد الغني في منشور عبر منصة إكس، أنه بدأ مهامه الاستشارية منذ نحو شهر، مشيراً إلى أن صفته كـ"استشاري" لا تجعله موظفاً دائماً في الأمم المتحدة، وهو ما يتيح له الاستمرار في إدارة الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومتابعة عمله في توثيق الانتهاكات ولقاء صناع القرار والسفراء، وكتابة المقالات والتحليلات الحقوقية.
وأضاف أن هذا الترتيب يمنحه مرونة أكبر في الجمع بين العمل الأممي ومتابعة مسؤولياته الحقوقية في الشبكة، في حين أن التوظيف الكامل في الأمم المتحدة يقيّد عادة الأنشطة العامة والتصريحات السياسية والإعلامية.
الشبكة السورية.. مرجعية حقوقية دولية
وتُعد الشبكة السورية لحقوق الإنسان، من أبرز المنظمات الحقوقية السورية التي لعبت دوراً محورياً في توثيق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد البائد منذ عام 2011، إذ بادرت منذ الأيام الأولى للحرب إلى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للضحايا والمعتقلين والمفقودين، وقدّمت آلاف التقارير إلى هيئات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.
خلال أكثر من ثلاثة عشر عاماً، تمكنت الشبكة من ترسيخ مكانتها كمصدر رئيسي للمعلومات الحقوقية، معتمَد من قبل مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بعد أن كشفت عبر أدلتها الموثقة جرائم القصف الكيماوي والاعتقال القسري والتعذيب والإخفاء القسري التي ارتكبها النظام البائد بحق السوريين.
فضل عبد الغني.. من أبرز وجوه العدالة السورية
برز اسم فضل عبد الغني، بوصفه أحد أبرز الشخصيات الحقوقية السورية التي واجهت آلة التضليل الإعلامي للنظام وروسيا، من خلال مشاركاته المنتظمة في المنتديات الأممية والمحافل الدولية، حيث مثّل صوت الضحايا وساهم في إدراج جرائم النظام ضمن تقارير المحاكم الأوروبية والهيئات القضائية الخاصة بسوريا.
وقد حاول النظام وروسيا مراراً تحييده أو التشكيك في عمله، غير أن استقلالية الشبكة ومهنيتها حالت دون ذلك، لتصبح المؤسسة اليوم مرجعاً أساسياً في ملفات المساءلة والمحاسبة الدولية، وأحد أهم الأدوات الحقوقية في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب بدءاً من الإرهابي الفار بشار الأسد وصولاً إلى منفذي الانتهاكات الميدانية.
ويُنظر إلى انضمام عبد الغني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أنه اعتراف أممي بخبرته الحقوقية الطويلة، وتأكيد على أهمية الدور الذي لعبته الشبكة في بناء الوعي الحقوقي السوري، وترسيخ مبادئ العدالة الانتقالية التي تسعى سوريا الجديدة إلى ترسيخها بعد سنوات الحرب والانتهاكات.