بروباغندا إعلام الأسد في فخ السخرية الشعبية: إنتاجات فانتازية تفوقت على الأفلام الهندية
بروباغندا إعلام الأسد في فخ السخرية الشعبية: إنتاجات فانتازية تفوقت على الأفلام الهندية
● أخبار سورية ٢٩ أبريل ٢٠٢٥

بروباغندا إعلام الأسد في فخ السخرية الشعبية: إنتاجات فانتازية تفوقت على الأفلام الهندية

في سجلٍ طويل من محاولات تلميع الصورة، ووسط ماكينات إعلامية ضخمة سخّرها النظام السوري لترويج رواياته، برع بشار الأسد وأجهزته في إنتاج قصص دعائية غريبة الطابع، تجاوزت في خيالها حدود المنطق، واقتربت من مستوى "الفانتازيا" السينمائية. إلا أن معظم تلك القصص لم تحقق غايتها، بل تحوّلت إلى مادة ساخرة يتداولها السوريون المعارضون للنظام كطرائف تتصدر المشهد التهكمي في كل مناسبة.

من القديس إلى "أبو الملايين".. صناعة الزيف
عملت وسائل الإعلام الموالية على تقديم الأسد بصفته القائد الإنساني والمتسامح، والمحب لشعبه إلى حد القداسة، في صورة لا تنسجم مع سجله الدموي الذي امتد لعقود. وشاركت أسماء الأسد، شريكته في الحكم، في هذه الحملة التجميلية، بينما تكفّل "الجيش الإلكتروني" ومؤيدون مخلصون بمهمة المبالغة في الحب والولاء حتى بدوا كمن يمثلون مسرحية بلا جمهور.

ورغم كل ذلك، لم تكن النتيجة كما أراد النظام، بل انقلبت الحكاية عليه، حين باتت تلك المظاهر المبالغ فيها مادة للتندر، وصوراً ساخرة تنتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي.

"بس أنا لا".. أسطورة جديدة في سلسلة الأكاذيب
من أبرز الأمثلة، المقابلة الشهيرة للفتاة التي لقبتها المنصات بـ"Super Woman"، وروت قصة اختطافها المزعومة على يد "جبهة النصرة"، مشيرة إلى مقتل والدها، وأختها، وأسر والدتها وشقيقها، واستعبادها في التنظيف، فيما كانت تسرد حكايتها أمام الكاميرا بكامل زينتها وهدوئها.

هذه القصة، التي اتسمت بمبالغات درامية واضحة، أثارت سخرية المتابعين الذين وصفوها بأنها أقرب إلى سيناريوهات الأفلام الهندية. بل تم تداولها بشكل ساخر على شكل أغنية بعنوان "بس أنا لا"، لتتحول من محاولة دعائية إلى أضحوكة وطنية.

 "أختي بتطلع الساعة 3 بالليل".. حرية من نوع آخر
ولم تكن تلك الحكاية الوحيدة. ففي أحد المقاطع المتداولة، ظهر شاب مؤيد يتحدث عن "الحرية" التي يعيشها، قائلاً بفخر: "أنا أختي كانت تطلع الساعة تلاتي بالليل مأمنين عليها"، ليرد عليه آخر دون تفكير: "كل أخواتنا"، ما أثار موجة تعليقات ساخرة حول فهم النظام وأتباعه لمفهوم الحرية، حيث باتت العبارة نموذجاً للسذاجة الإعلامية الرسمية.

المطر الذي كُذّب.. والفلافل المخدّرة
ولعل من أكثر الروايات إثارة للسخرية كانت تلك التي قدمتها مذيعة في الإعلام الرسمي، زعمت أن الجموع المتظاهرة في حي الميدان بدمشق لم تكن تحتج، بل خرجت "لشكر الله على نعمة المطر".  
أما الذروة في سلسلة الأكاذيب، فجاءت مع رجل زعم في مقابلة تلفزيونية أن المتظاهرين كانوا يتلقون 500 ليرة وسندويشة فلافل "مع حبة مخدر"، ليشاركوا في الاحتجاجات ضد النظام دون وعي.

ذاكرة لا تمحى.. وأضحوكة لن تُنسى
ورغم تعدد المواقف والروايات التي بثها الإعلام الموالي، إلا أن جميعها تشترك في نتيجة واحدة: تحوّل تلك الشخصيات الممجّدة للأسد إلى مادة تهكم وسخرية، تُستعاد مع كل ذكرى وتتداول بين السوريين كرمز لزمن الخداع والتضليل الإعلامي.  

وبعد فرار بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، لم يبقَ لهؤلاء سوى أرشيف ثقيل من التصريحات والمواقف التي لم يجنوا منها سوى التندر الشعبي، في حين تركهم زعيمهم لمصيرهم وسط واقع جديد لم يرحم أدوات البروباغندا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ