صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٠ يناير ٢٠٢٥

باحث أمريكي يؤكد ضرورة التمهل في التحول الديمقراطي في سوريا .. ماعلاقة العراق ..؟

حث الباحث الأميركي "مايكل أوهانلون"، على ضرورة التمهل في عملية التحول الديمقراطي في سوريا، محذراً من أن التسرع في إجراء الانتخابات قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين مكونات الشعب السوري المختلفة، على غرار ما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي لسقوط نظام صدام حسين.

تحذيرات بشأن الانتخابات المبكرة
في مقال نشره على موقع "ذا هيل"، شدد أوهانلون، مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينغز، على أن تحقيق الاستقرار في سوريا بعد فترة طويلة من حكم ديكتاتوري وحرب طاحنة ليس أمراً سهلاً. 


ولفت إلى أن أولويات الناس في أي انتخابات ستكون مبنية على التصويت للحزب الذي يعكس هويتهم الطائفية أو العرقية لضمان سلامتهم، ما يعني ضرورة استقرار الوضع الأمني قبل الإقدام على أي تصويت، حتى لا يصبح الأمر مجرد وسيلة لضمان حماية المجتمعات والأسر.

أهمية الوقت للأحزاب السياسية

وأشار أوهانلون إلى ضرورة منح الأحزاب السياسية الوقت الكافي لتحديد أفكارها ورؤاها حول كيفية إدارة البلاد، ليتم التصويت لها بناءً على ما يمكن أن تقدمه للمجتمع السوري، وليس فقط بناءً على الهويات الطائفية.

موقف الولايات المتحدة والإستراتيجية البديلة

في وقت يتسارع فيه المسؤولون الأميركيون لوضع إستراتيجية للتعامل مع الإدارة السورية الجديدة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، طالب الكاتب بالتريث في إجراء الانتخابات المبكرة في سوريا. وأكد أن الهدف يجب أن يكون إقامة حكومة شاملة تحمي حقوق الأفراد والأقليات، بدلاً من التسرع في إجراء انتخابات قد تؤدي إلى تمزيق البلاد.

الانتخابات وحدها لا تضمن الديمقراطية

أوضح أوهانلون أن الانتخابات الحرة والنزيهة لا تضمن تحقيق الديمقراطية الحقيقية، لأنها تحتاج إلى ضوابط وتوازنات تشمل جميع دوائر السلطة، بالإضافة إلى نظام قانوني قوي يوفر الحماية لحقوق الأفراد. وأضاف أن وضع خطة محكمة للانتقال إلى الحكم الديمقراطي في سوريا على مدار سنوات هو الخيار الأكثر حكمة وواقعية، ويجب على الدول أن تدفع القيادة الجديدة في سوريا نحو هذا الاتجاه.

التجربة العراقية كدرس للتحول الديمقراطي

طرح أوهانلون التجربة العراقية بعد الغزو الأميركي عام 2003 كمثال على خطورة التسرع في إجراء الانتخابات. وأوضح أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن كان قد طلب من السفير بول بريمر قيادة العراق لمدة عام، ومن ثم تشكيل مجلس حكم عراقي وإجراء 3 جولات انتخابية. ومع اقتراب الانتخابات، ظهرت العديد من الأحزاب السياسية التي عمقت الاستقطاب الطائفي، حيث لم يكن الهدف من المشاركة الانتخابية هو الرغبة في الديمقراطية بل الخوف من الإقصاء السياسي والاجتماعي.

الديمقراطية الفعالة تتطلب وقتاً

يعتقد أوهانلون أن هذه التوترات في العراق أدت إلى تشكيل حكومة ديمقراطية في عام 2006، لكنها كانت حكومة غير فعالة وسط استمرار الصراعات في أنحاء البلاد. ويرى أوهانلون أن هذه التجربة لا تعني أن سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة استبدادية، ولكنها تشير إلى ضرورة التريث في وتيرة التحول الديمقراطي لضمان استقرار البلاد على المدى الطويل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ