انسحابات سريعة للنظام باتجاه العاصمة دمشق .. ماهي السيناريوهات المتوقعة
بات واضحاً أن المعركة ضد نظام الأسد على الأرض أخذت منحى تصاعدي مع انضمام فصائل الجنوب السوري والتنف للحراك العسكري وبدء تحرير مناطقهم من مواقع ومقرات النظام في السويداء ودرعا وبادية حمص، بالتوازي مع معارك ريف حماة الغربي وحمص الشمالي، وسط انسحابات سريعة للنظام باتجاه دمشق وتعزيز جبهة حمص بدأت تزيد ضبابية المشهد القادم، لاسيما مع اقتراب الفصائل من تطويق حدود العاصمة دمشق الإدارية من ثلاث محاور في حال تحرير مدينة حمص.
ويجب أن لاتغرنا الانسحابات السريعة للنظام من درعا والسويداء والقنيطرة وريف حمص الشرقي بما فيها مطارات التيفور والشعيرات, فالسيناريوهات بدأت تدخل مرحلة معقدة جداً في أتون حرب ربما تكون طويلة في حال قرر الأسد المواجهة وخوض غمارها للدفاع عن قصره الجمهوري أو طائفته حتى النهاية، وهذا سيكون في حال أن الأسد عجز عن إيجاد مخرج ينجيه دولياً وأجبر على هذه المواجهة.
والسيناريوهات المتوقعة حالياً:
الأول: تحصن النظام في دمشق وبناء خط دفاع في مدينة حمص وريفها الغربي، لتكون سداً عن مناطق الساحل وهذا الظاهر حالياً لأن جميع الانسحابات تتم باتجاه دمشق مع تعزيز جبهة حمص بشكل كبير، وبالتالي فإن المعركة الأخيرة قد اختارها الأسد في العاصمة، ليدخلها في دوامة حرب ضروس ستكون وبالاً على المدنيين فيها.
هذه المرحلة تتطلب حذر شديد من جميع القوى العسكرية لتوسيع غرفة عمليات " إدارة العمليات العسكرية" وضم فصائل درعا والتنف والسويداء لتكون جميعاً على تنسيق تحركاتها لعدم الدخول في مغامرات فردية قد تفضي لكوارث بحق المدنيين في العاصمة دمشق وحمص.
أما السيناريو الثاني:
أن يلجأ الأسد وضباطه الكبار من طائفته لمغادرة العاصمة إلى الساحل السوري وبالتالي يمكن تحييد العاصمة والتفاوض على مصير الأسد وطائفته المقربة، مع دخول المنطقة فترة هدوء ووقف لإطلاق النار لحين إيجاد مخرج آمن له دولياً، وضمان عدم التعرض للطائفة المقربة من الأسد، وهذا سيحدد مصيره وربما يكون لروسيا الدور الأكبر في التفاوض والسعي لإخراجه دون محاكمة، لأن ترك الأسد لمواجهة في الساحل سيخلق حرب طائفية معقدة
أما السيناريو الثالث:
أن يكون الأسد وكبار ضباطه قد أدركوا الهزيمة بعد التخلي الدولي لاسيما الحلفاء عنهم، وبالتالي استطاع الأسد مغادرة سوريا باتجاه عدة دول متوقعة أبرزها بيلاروسيا وإيران وقد تكون روسيا وترك طائفته وجيشه لمصيرهم.
في هذه الحالة، فإن قيادة القوات في جميع القطاعات لاسيما القواعد الكبيرة، فقدت تواصلها مع القيادة العليا، وبدأت تتلق الأوامر بالانسحاب إلى دمشق، لضمان أمن ضباط في جيش النظام ربما سيكون لهم دور في إعلان انقلاب أو تفاوض على تسليم العاصمة لضمان أمنهم وأمن تلك القوات دون صدام مسلح، أو أن يكون الأمر موضع تفاوض دولي مع شخصيات نافذة في المعارضة والنظام لتشكيل مجلس وإعلان مرحلة انتقالية تتولى السلطة وتوقف الحرب.
التحذير الأهم: في جميع السيناريوهات يجب أن نعي أن الدول الخارجية تترقب جميع التحركات وهناك دول بينها عربية ستسعى بالتأكيد لضرب الفصائل ببعضها في المرحلة القادمة بعد تثبيت حدود السيطرة لكل جهة في حال عدم توحدها وبالتالي سندخل في أتون حرب داخلية واسعة ستكون بداية تدمير ماحققناه من انتصارات وسيتكرر سيناريوهات ليبيا واليمن مايتيح للدول أخيرا النزول للميدان سياسيا وعسكريا وفرض الحل الذي تريد في سوريا وعلى هواها فاحذرووووااا.
كتبه: Ahmed ELRESLAN (أحمد نور)