
الهلال الأحمر الحر يوقف نشاطه بحجة عدم الحصول على ترخيص: ولكن الحقيقة ... !؟
أعلنت ما يسمي "منظمة الهلال الإنساني السوري الحر" اليوم، عن وقف كامل نشاطاتها في المناطق المحررة، مبررة ذلك بعدم حصولها على ترخيص من مكتب المنظمات والهيئات الدولية.
وشاب هذه المؤسسة الكثير من الشبهات منذ بداية تأسيسها، مع وجود اتهامات بقضايا نصب واحتيال، إضافة لأحاديث عن تعاون مع مؤسسات الأسد.
وكشفت شبكة "شام" في عدة تقارير سابقة وثائق وشهادات أثبتت وجود مشكلة في هذا الجسم، الذي ولد خارج الرحم المطلوب له أن يكون فيه.
وظهرت مؤسسة جديدة في الشمال السوري في بداية شهر أيار المنصرم، انتشرت مكاتب لها في ريفي إدلب وحماة، عرفت نفسها باسم "الهلال الأحمر الإنساني السوري" تحمل شعار منظمة الهلال الأحمر السوري المتعاون مع نظام الأسد، عرفت المنظمة نفسها في النظام الداخلي بأنها "منظمة إنسانية طوعية حيادية مستقلة سورية حرة تعنى بالنواحي الإنسانية فقط لحفظ كرامة الإنسان وصونها في المناطق المحررة".
وحظيت القضية بمتابعة بشكل حثيثة من قبل نشطاء المحافظتين، حيث أن بداية التشكيل كانت على يد مجموعة من الشخصيات بعضهم منشقون عن الهلال الأحمر السوري، وآخرون ممن لديهم تواصل مع منظمات الدعم الإغاثي، متورطون بقضايا فساد ونصب واحتيال كبيرة، حصلت "شام" على عشرات الوثائق والتسجيلات التي تثبت ذلك، وتحفظت على نشرها لحين بت الجهات الأمنية التي تولت متابعة القضية في المناطق المحررة.
وسبق أن كشفت شبكة "شام" عن مجموعة من تسجيلات صوتية بين مؤسسي "منظمة الهلال الإنساني السوري" سربت بعد خلاف دار بينهما تتحدث التسجيلات على نيتهم تقاسم الدعم المالي والذي يصل لعشرات آلاف الدولارات، ما أدى لانقسام المؤسسة لقسمين تم الإعلان عنهما الأولى باسم "الهلال السوري الإنساني الحر - سوريا الحرة" بإدارة أبو الجود الحموي المعروف باسم عماد سليمان تركاوي، والثانية باسم " الهلال الأحمر الإنساني السوري" بإدارة "محمد عناد العوض"، وسط تسابق بين الطرفين لتطويع الشباب وفتح المكاتب في المناطق المحررة.
وعمل كلا الطرفين على تأسيس مكاتب للمنظمتين في المناطق المحررة بمساعدة عدد من الشخصيات التي تدور حولها شبهات كثيرة، وقضايا فساد، مستغلين الشباب العاطل عن العمل، مع وعود بتوظيفهم بعد ثلاثة أشهر من التطوع، مع التواصل مع المجالس المحلية للحصول على قوائم وأسماء لطلب الدعم باسمها.
هذا الغموض والاتهامات العديدة التي تطال القائمين على المنظمتين بالفساد والمثبت عنهم فيما مضى، وهذا الظهور المفاجئ والدعم المتوفر لديهم، واقتران شعار المنظمة قبل انشقاقها لمنظمتين بشعار منظمة الهلال الأحمر السوري المتعاون بشكل كبير مع نظام الأسد، بات موضع بحث ومتابعة من نشطاء المحافظتين والقوى الأمنية في الفصائل، لكشف الأسباب التي دفعت هذه الشخصيات لبناء مؤسسات إنسانية والعمل على جمع الدعم باسمها، وسط اتهامات بانها ترتبط بشكل وثيق مع شخصيات من داخل نظام الأسد، تهدف لبناء مؤسسات جديدة له في المحرر، إضافة أنها باب للكسب المالي، لاسيما أن القائمين عليها تدور حولهم شبهات كبيرة وقضايا فساد سابقة، محذرين من مغبة تنامي هذه المؤسسات المشبوهة، والتي يستغل فيها الشباب في المحرر.