"النمسا" تُطلب بوضع استراتيجية أوروبية مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم
قال المستشار النمساوي، كارل نيهامر، في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية، قبل اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل غدا الخميس، إن "أوروبا بحاجة ماسة إلى استراتيجية شاملة بشأن سوريا"، معتبراً أنه لن تكون هناك فائدة لأوروبا إذا تم ببساطة إعادة توزيع المواطنين السوريين داخل أوروبا، بل يجب أن تهدف الاستراتيجية إلى منح الشعب السوري آفاقا جديدة في وطنه".
وأضاف نيهامر، أن هذا يشمل أيضا بناء الديمقراطية، وقال إن "سوريا الآن بحاجة إلى مواطنيها السوريين"، مطالبا بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات مع القيادة الجديدة في سوريا.
وأعلن نيهامر عن اجتماع مع دول في الاتحاد الأوروبي لديها مواقف مماثلة للنمسا بشأن الهجرة، وقال: "النمسا، إلى جانب إيطاليا وهولندا والدنمارك، تعد من الدول الأوروبية الرائدة في تعزيز إجراء تحول نموذجي في سياسة اللجوء الأوروبية.. سنبحث أيضا على وجه التحديد عن شركاء في مسألة كيفية التعامل مع سوريا".
في السياق، أظهر تحليل أجراها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا، أن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم يمكن أن تكون له آثار سلبية على الاقتصاد الألماني، ويوسع فجوة المهارات ويشكل مشكلة بالنسبة للقطاعات التي تعاني من نقص في العمالة.
وتوضح الدراسة أن هناك حوالي 80 ألف سوري يعملون فيما تسمى بالمهن التي تعاني من نقص في العمالة مثل فنيي هندسة السيارات والأطباء وأطباء الأسنان وفي الوظائف ذات الصلة بالمناخ مثل قطاع التدفئة وتكييف الهواء، وفي قطاع هندسة السيارات، هناك أكثر من 4 آلاف فني التحقوا للعمل مؤخرا بمجالات لا يمكن شغل ما يقرب من سبعين في المئة من وظائفها بمهنيين مؤهلين.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 5300 طبيب سوري يعملون في ألمانيا، وأكدت الدراسة أن عودتهم ستؤدي إلى تفاقم النقص في المهارات وتؤدي إلى قلة العرض، أما في طب الأسنان، فوفقا للإحصائيات، هناك حوالي 2470 موظفا في طب الأسنان، بينما يعمل حوالي 2260 في مجال رعاية الأطفال والتعليم، و2160 في مجال الرعاية الصحية والتمريض. ويعمل العديد من السوريين في وظائف ذات صلة بالمناخ في مجال الكهرباء الإنشائية (2100) وكذلك في مجال الصحة والتدفئة والتكييف (1570.