المعاناة السورية "مادة دسمة" لإنتاج أفلام سينمائية روسية تتفاخر ببطولات الجندي الروسي
المعاناة السورية "مادة دسمة" لإنتاج أفلام سينمائية روسية تتفاخر ببطولات الجندي الروسي
● أخبار سورية ٣ يونيو ٢٠١٩

المعاناة السورية "مادة دسمة" لإنتاج أفلام سينمائية روسية تتفاخر ببطولات الجندي الروسي

كشفت مصادر صحفية عربية، عن توجه روسي لإنتاج سلسلة من الأفلام «الفنية» السينمائية والتلفزيونية، التي تعتمد في حبكتها على نشاط القوات الروسية في سوريا، وتصوير الجندي الروسي بمواقف بطولية باسم "محاربة الإرهاب" مع تعتيم الجانب الآخر من الحقيقة المتمثل بالجرائم التي ارتكبتها روسيا بحق الشعب السوري طيلة السنوات الماضية.

ووفي المصادر فإن "سوريا" باتت "مادة دسمة" لأفلام سينمائية، تروج للقوة العسكرية التي تملكها هذه الدولة أو تلك، وبعد أن كانت صناعة السينما الغربية المنتج الرئيسي لهذا النوع من الأعمال الفنية، تخطط روسيا للمنافسة في هذا المجال، وجني «ثمرة جديدة» تُضاف إلى قائمة طويلة من «الثمار الروسية» للعملية في سوريا، هناك.

وتأتي خطة تصوير هذا النوع من الأفلام في إطار تسخير جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك الأدوات الثقافية والفنية المتنوعة، في حملة ترويج لمنتجات مجمع الصناعات الحربية الروسي، وتعزيز هيبة المؤسسة العسكرية الروسية داخليا وخارجيا.

وبعد استغلالها العمليات العسكرية على الأراضي السورية في الترويج لمنتجات مجمع صناعاتها الحربية، تخطط روسيا حاليا لاستغلال تلك العملية في حملة دعائية لقواتها المسلحة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت في وقت سابق عن عزمها إنتاج سلسلة أفلام «فنية» حول ما وصفته «نجاح القوات الروسية في التصدي للإرهاب في سوريا»، وظهر الحديث حول هذه الخطة أول مرة ضمن تصريحات أطلقها الجنرال أندريه كارتابولوف، مدير الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الروسية، في ختام العرض العسكري في الساحة الحمراء بمناسبة عيد النصر في الحرب العالمية الثانية.

حينها، أكد الجنرال الروسي للصحافيين العمل على إنتاج سلسلة من الأفلام «الفنية» عن العملية في سوريا، وقال: «أعتقد أنكم ستتمكنون من مشاهدتها في وقت قريب»، مؤكداً أن «العمل يجري، وستظهر النتائج في وقت قريب»، ووصف إنتاج تلك الأفلام بأنه «عمل إبداعي فني».

وإلى جانب الاستفادة من خطة تصوير تلك الأفلام في «إعادة تأهيل» الاستوديوهات السينمائية التابعة لوزارة الدفاع، فإن الهدف الرئيسي منها الترويج للقوة العسكرية الروسية. وقال كارتابولوف: «يوجد استوديو سينمائي تابع للوزارة، سنقوم الآن بإعادة تأهيله وتشغيله»، أما الهدف من ذلك على حد قوله «العمل على أعمال أكثر فاعلية، في الدعاية لمكوننا العسكري»، في إشارة إلى الترويج للعمليات العسكرية والمعدات الحربية على حدا سواء.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أكد في وقت سابق بدء العمل قريبا على خطة إعادة تأهيل وإحياء الاستوديو السينمائي التابع للوزارة، بغية تصوير مجموعة من الأفلام «الفنية»، حول الجيش الروسي.

ومن غير الواضح بعد طبيعة الحبكة في الأفلام التي تخطط الوزارة لإنتاجها في حملة «البروباغندا» السينمائية، بيد أن الأكيد، وفق تصريحات المسؤولين الروس، أن الحديث لا يدور عن إنتاج أفلام وثائقية، مثل تلك التي تنتجها وتعرضها وسائل إعلام روسية، وإنما عن أفلام «فنية» لعرضها عبر الشاشات، وليس في روسيا فقط وإنما في دول أخرى.

وتقوم تلك الأفلام على ركيزة أساسية وهي تقديم الجندي الروسي في سوريا بصورة «البطل الذي انتصر على الإرهاب»، في تقليد لسلسلة أفلام هوليوودية مثل «رامبو» وغيرها من أفلام عن الجنود الأميركيين في أفغانستان والعراق، والأكيد سيتم عرض كل شيء من وجهة النظر الروسية، وبما يتماشى مع الهدف من تلك الأفلام من ترويج للقوة العسكرية الروسية.(الشرق الأوسط)

واتخذت روسيا من الأراضي السورية خلال السنوات الماضية، ميداناً لتجربة أسلحتها المدمرة على أجساد الأطفال والنساء من أبناء الشعب السوري، فأوقعت الآلاف من الشهداء والجرحى بصواريخها القاتلة والمتنوعة، في وقت دمرت جل المدن السورية وحولتها لركان في سبيل تجربة مدى قدرة صواريخها على التدمير منتهكة بذلك كل معايير المجتمع الدولي الذي تعامى عن ردعها.

وقتلت روسيا خلال سنوات قليلة من تدخلها رسمياً في 30 أيلول / 2015 قرابة 6187 مدنياً، بينهم 1771 طفلاً، و670 سيدة، ووثق 939 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 167 على منشآت طبية، و140 على مساجد، و55 على أسواق، كما شنت ما لا يقل عن 223 هجوما بذخائر عنقودية، إضافة إلى 122 هجومية بأسلحة حارقة، وساندت القوات الروسية قوات النظام في 3 هجمات كيميائية على المدنيين حسب توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ