
المدنيون في الرقة ضحية صراع باسم حرب "الإرهاب" تُدفع تكاليفها من دمائهم
تتواصل عذابات المدنيين في مدينة الرقة ريفها، وسط استمرار المواجهات بين قوات قسد وعناصر تنظيم الدولة ضمن أحياء المدينة وريفها، باتت فاتورة هذه الحرب المعلنة باسم "الإرهاب" تدفع يومياً من دماء أهالي ومدنيي مدينة الرقة، مع استمرار القتل والتدمير الممنهج.
وتتوارد يومياً العديد من الأسماء لعائلات وأشخاص، قضوا بقصف للتحالف أو قسد، أو على يد التنظيم في مدينة الرقة التي تشهد مواجهات وصفت بالمسرحيات والتمثيليات الهزلية، قبيل تسليم كامل المدينة لقوات قسد، بعد أن تشبع آلة الحرب من دماء أهلها، وتدمر ما بقي فيها من حياة، وتجبر المتمسكين بأرضهم على الخروج منها، وإفساح المجال لقسد لإعلان نصرها على جثث ودماء ودمار الرقة وأهلها.
وتتواصل المعارك بين عناصر تنظيم الدولة وقوات قسد في مدينة الرقة بدون ضجيج أو صخب أو حتى غبار للحرب التي عودنا عليها تنظيم الدولة في كل منطقة كان يخوض غمار المعركة مع الثوار، من أصوات المفخخات وعمليات الكر والفر والتنكيل بالخصم، فيما تتقدم قوات قسد ببطء داخل أحياء المدينة باشتباكات خفيفة، خافت صوتها، مع قصف جوي ومدفعي عنيف لإثبات أن المعركة حامية ووطيسها عنيف.
مصادر عدة في الرقة وناشطون كثر أكدوا قبل بدء دخول قوات قسد لمدينة الرقة أن اتفاقاً عقد بين الطرفين لتسلم المدينة، وأن مسرحية ستحاك خيوطها داخل مدينة الرقة على حساب المدنيين العزل الموجودين داخل أحياء المدينة، لتدخل قوات قسد على أنها المنتصر المحرر، وينسحب عناصر التنظيم أو من بقي منهم على أنهم قد هزموا في مركز قوتهم الرئيسي في سوريا، وينتقل الصراع بأمر دولي للبادية السورية ومنطقة دير الزور بين مليشيات إيران والتنظيم، لضرب الطرفين ببعضهما البعض وتحويل قوة التنظيم من مواجهة حلفاء أمريكا لمواجهة حتمية مع التمدد الإيراني من دير الزور حتى حمص.
هذه التمثيليات المكشوفة بات ضحيتها اليوم المدنيون في مدينة الرقة والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم، حيث لا يكاد يخلو يوم من مجزرة أو اثنتين، بحق المدنيين العزل بقذائف التنظيم أو ضربات التحالف الدولي، أيضاً المرافق العامة والمساجد والجسور التي كانت ضريبة حرب "الإرهاب" والتي أعادت الرقة لعصور ما قبل التاريخ، بعد أن دمرت فيها كل شيىء من مشافي ومدارس وجسور ومرافق عامة وخاصة، وأجبرت الآلاف من المدنيين على النزوح من مناطقهم وهذا ما تريده قسد.
ويتساءل البعض إلى متى ستستمر المسرحية وهل ستطول مشاهدها في مدينة الرقة، لإعطاء المعركة الزخم الحقيقي، وإلى متى ستستمر عذابات المدنيين في مدينة الرقة، في الوقت الذي ينظر إليه البعض ان تأخر المعركة واستمرار القصف هو لإجبار من بقي من المدنيين داخل المدينة على الخروج منها وبالتالي إكمال مسلسل التهجير وتفريغ المدينة من سكانها الأصليين، ليعطي لقوات قسد القوة في التحكم في مفاصل المدينة وإنهاء المكون العربي داخلها بشكل يتيح لها السيطرة والتحكم.