
الماكينة الإعلامية الروسية تعتمد على دغدغة عواطف الجماهيرلتبرير غاراتها في سوريا
استمالت وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالعربية، لا سيما قناة "روسيا اليوم" وموقعها الإلكتروني التي تسخر لها ولمثيلاتها باللغات الأخرى، ميزانية تصل لأكثر من 500 مليون دولار سنوياً، بحسب تقديرات أمريكية، منذ انطلاقتها 2007، آلاف العرب عبر برامج المنوعات والترفيه.
وربما كانت "روسيا اليوم" من أقل القنوات الأجنبية الموجهة للعرب مشاهدة، إلا أن موقعها على الإنترنت تمكن من جذب آلاف المتابعين؛ بسبب كثافة الأخبار المنوعة واللطائف والمقاطع المصورة الطريفة التي تبثها القناة عبره لجذب الزائرين، وتستثمر القناة هذه الشعبية لموقعها الإلكتروني حالياً في بث الرسائل الحربية.
وكذلك وكالة "سبوتنيك"، حيث شرعوا قبل نحو شهر من الحرب الروسية على سوريا، ببث تقارير مصورة و"إنفوجرافيك" عن أنواع متطورة وقوية من السلاح الروسي، مع توصيف لقدراته وميزاته ومداه التدميري.
وفي أحدث تلك الاستعراضات، يمكنك أن تطالع على موقع سبوتنيك تقريراً مصوراً لـ"المجمع الجوي (باك فا) ت - 50"، يبدو كأنه صيغ لزبون.
وتطالع على موقع روسيا اليوم، مثلاً، تقريراً مصوراً بالإنفوجرافيك والفيديو عن "قاذفة "سو– 34" الروسية.. ماكينة تدمير مجنحة"!
وعلى الشبكات الاجتماعية الشهيرة في روسيا، مثل VK، تنقل صفحات تابعة لوزارة الدفاع الروسية عشرات الصور والمقاطع المصورة (الفيديوهات) من حياة المقاتلين الروس الذين يعملون في القواعد الروسية في سوريا
في حين تنفي معظم وسائل إعلامهم الاعتراف بسقوط أي ضحايا مدنيين، أو التفريق بين المقاتلين السوريين المناوئين للأسد وبين تنظيم الدولة، والذين تلازمهم على وسائل الإعلام الروسية صفة "داعش"، مهما كانت مرجعيتهم أو أهدافهم، ما يشرّع لحرمانهم من "حق الحياة" ويجعل من سحقهم جميعاً أمراً مشروعاً بل ومطلوباً.