اللواء أبو قصرة: 434 مقاتلاً قدموا أرواحهم في معركة "ردع العدوان"
وجه وزير الدفاع السوري، اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، تحية إجلال وامتنان إلى الأبطال الذين شاركوا في المعركة، وإلى المصابين الذين بذلوا دماءهم وأجسادهم في ميادين القتال، كما خصّ بالتحية أهالي الشهداء الذين فقدوا فلذات أكبادهم في سبيل الدفاع عن الوطن.
وأوضح الوزير أن المعركة أسفرت عن ارتقاء 434 شهيدًا عسكريًا خلال أحد عشر يومًا، مشيرًا إلى أنّ لكل شهيد قصة وبيت وأصدقاء، ولكل واحد منهم أم وأب وإخوة ذاقوا مرارة الفقدان، مؤكّدًا أنّ ذكرى هؤلاء الأبطال تظلّ منارة تُلهم السوريين الأحرار لاستذكار التضحيات التي سُخّرت من أجل حريتهم وبناء مستقبل بلادهم.
وأضاف اللواء أبو قصرة أنّ أعظم ما يحييه الشعب السوري في هذه المناسبة هو تضحيات الأبطال الذين قاتلوا وضحّوا، ليتمكّن السوريون من العيش بحرية والتعبير عن إرادتهم، وإبراز حكايات النصر الذي تحقق بدماء الشهداء، وفق ما كتبه عبر منشور عبر منصة إكس.
وألقى العقيد حسن عبد الغني كلمة بمناسبة مرور عام على انطلاق معركة "ردع العدوان"، أكد فيها متابعة التطورات في مختلف الساحات، مشيراً إلى ما وصفه بـ"الإنجازات والتحولات التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي".
وأوضح العقيد عبد الغني أن وزارة الدفاع تُحيي ذكرى بدء المعركة بعد مرور اثني عشر شهراً على العمليات التي قال إنها هدفت إلى "حماية المدنيين ووقف القصف وإعادة المهجّرين إلى مناطقهم".
وأشار في كلمته إلى أن القوات العسكرية تعتبر نفسها "درعاً لحماية المواطنين في مختلف المحافظات السورية"، مؤكداً استمرار مهامها في "صون الحدود والتصدي لأي اعتداء".
من جانبه قال وزير الداخلية، المهندس أنس خطاب، عبر منصة إكس في مثل هذا اليوم (27 تشرين الثاني 2024)، انطلقت طلائع الأبطال تدكّ حصون الطغاة في الريف الغربي لحلب، معلنة بدء معركة الكرامة.
وتابع أسفر اليوم الأول عن تحرير مناطق واسعة، لتكون تلك اللحظة التاريخية بداية المسير نحو كسر قبضة منظومة الاستبداد، ووضع سوريا على طريق الحرية، وفاءً لتضحيات شعبها وثورتها المباركة.
وفاجأت معركة “ردع العدوان” التي أعلنت عنها “إدارة العمليات المشتركة”، قوى العدو ممثلة بجيش النظام وميليشيات إيران، وجاءت المعركة باسم “ردع العدوان” كما أعلن عنها في مثل هذا اليوم من فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقدماً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
خلال أقل من 24 ساعة من يومها اليوم قبل عام، حققت عملية “ردع العدوان” تقدماً كبيراً فاق تصورات المحللين والمراقبين، وخاضت فصائل الثورة بجميع مكوناتها معارك طاحنة على مدار الساعة، لعبت التغطية النارية والتنظيم في توزيع الجبهات وتنسيق المعركة دوراً فاعلاً في تحقيق نتائج كبيرة تمثلت في تحرير أكثر من 18 موقعاً من بلدات وقرى بما فيها أكبر قاعدة للنظام في “الفوج 46”.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشود التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” لمعركة “ردع العدوان” في اليوم الأول للمعركة، تحرير “الفوج 46” أحد أكبر معاقل النظام وميليشيات إيران، وبلدتي عويجل وأورم الكبرى، في وقت متأخر مساء اليوم الأول، سبق ذلك الإعلان عن تحرير قرى وبلدات (أورم الصغرى - عاجل - الهوتة - عنجارة - الشيخ عقيل - بالا - حيردركل - قبتان الجبل - السلوم - جمعية المعري - القاسمية - كفربسين - حور - جمعية السعدية).
وتمكنت الفصائل المشاركة من أسر العشرات من عناصر قوات النظام، واغتنام دبابات ومستودع للأسلحة، وقالت “إدارة العمليات العسكرية” إن 25 عنصراً للنظام قتلوا بكمين على جبهة قبتان الجبل ضمن عملية “ردع العدوان” بريف حلب الغربي، إضافة لاغتنام دبابتين في الشيخ عقيل وتدمير دبابة في ريف المهندسين، في وقت تتواصل الاشتباكات والقصف العنيف على عدة محاور.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” استهداف كتائب شاهين بضربة نوعية طائرة مروحية للنظام مما أدى إلى تدميرها في مطار النيرب شرق حلب.
وكانت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، قد أعلنت إطلاق “عملية ردع العدوان”، قالت إن هذه العملية العسكرية تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته.
وقال الناطق باسم الغرفة “حسن عبد الغني”، على منصة إكس حينها، إن الحشود العسكرية للنظام تهدد أمن المناطق المحررة، وواجب الفصائل الدفاع عن المدنيين في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم، وأكد أن “الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خيارًا بل واجب، وهدفهم الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف”، وفق تعبيره.
وأعطت معركة “ردع العدوان” منذ لحظة انطلاقتها بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.