
اللاجئون السوريون في عرسال يستغيثون العالم لمساندتهم في وجه القرارات الجائرة لهدم منازلهم
وجه اللاجئون السوريون في منطقة عرسال اللبنانية، نداء استغاثة أخير، للمنظمات الدولية والحقوقية وهيئات المجتمع المدني وهيئة علماء المسلمين في لبنان، يطالب بالوقوف مع اللاجئين السوريين في مواجهة القرارات الجائرة التي تصدرها حكومة لبنان بحقهم، لإجبارهم على العودة لحكم الأسد.
وجاء في البيان الذي حصلت "شام" على نسخة منه: "رداً على الإنذار الاخير لإخلاء المخيمات للذين قد هددوا بالهدم الكلي للمخيمات في بلدة عرسال حيث أعطيوا مهلة حتى تاريخ 8 /7 /2019 حيث تجسد الانذار بهدم بعض المساكن التي تأوي لاجئين من فقراء وارامل ومرضى، نحن اللاجئين المقيمين في مخيمات عرسال والمهددة مساكنهم البدائية بالهدم، ندعو هيئة علماء المسلمين في لبنان والهيئات الحقوقية وكافة المنظمات الانسانية المعنية بحقوق الانسان في لبنان"
ولفت البيان إلى المصاعب التي تواجه للاجئين السوريين في تأمين لقمة عيشهم، وعدم امتلاكهم لمساكن بديلة تأويهم، محذرين من كارثة إنسانية كبيرة تتفاقم يوماً بعد يوم، وتنذر بتشريد الأطفال والنساء والشيوخ.
وطالب النداء جميع الجهات الدولية الفاعلة والمؤثرة، والهيئات الشعبية والمدنية في لبنان، لوقوف مع اللاجئين، والعمل على وقف تلك القرارات الجائرة بحقهم، وإنقاذ أطفالهم ونسائهم المهددين بسبب هدم خيمهم ومنازلهم التي لولا ضيق حالهم ما لجؤوا إليها.
وفي وقت سابق، قال رئيس بلدية عرسال شرقي لبنان، باسل الحجيري، إن السلطات وافقت على منح مهلة جديدة للاجئين السوريين المخالفين - حسب تعبيره -، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني لن يتحرك الإثنين لإزالة "الخيم الأسمنتية".
وكانت قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن حملة شنتها السلطات اللبنانية على اللاجئين السوريين، أجبرت 5 آلاف عائلة على هدم منازلها، وذلك في ضغط لبناني جديد على اللاجئين للعودة إلى بلادهم.
وتواصل الجهات المسؤولة في لبنان على أصعدة عدة، التضييق على اللاجئين السوريين بوسائل وعدة طرق، لدفعهم لترك لبنان وقبول العودة للعيش تحت حكم الأسد، في سياق المساعي اللبنانية لتمكين عودة اللاجئين لكنف الأسد.
وفي بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، يوجد أكثر من 5680 مسكنا من الإسمنت، فيما يقطن في تلك المساكن أكثر من 25 ألف شخص، من بينهم نحو 15 ألف طفل، وقد منحت السلطات اللبنانية اللاجئين السوريين فيها مهلة حتى التاسع من يونيو لتنفيذ قرار الهدم.
وبالإضافة إلى عرسال، من المتوقع، وفق المنظمات أن تشهد مناطق أخرى تستضيف سوريين في شرق البلاد إجراءات مشابهة، حيث يعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون سوري، غالبيتهم في مخيمات عبر البلاد، وخصوصا في سهل البقاع المجاور لسوريا شرق البلاد، وفي بلدة عرسال الجبلية التي تشرف على سهل البقاع، يعيش نحو 36 ألف لاجئ في أوضاع مأساوية.
ويدفع لبنان بشكل كبير لإعادة اللاجئين السوريين في أراضيه بدعوى الأزمة الاقتصادية إلى مناطق سيطرة الأسد، وذلك من خلال الضغط الممارس على اللاجئين وسلسلة المضايقات التي يتعرضون لها للقبول بالعودة دون أي ضمانات دولية.
ومنذ قرابة عام وحتى اليوم يواصل المسؤولين في لبنان حراكهم السياسي وتصريحاتهم ضد وجود اللاجئين السوريين، مصرين على ضرورة عودتهم إلى بلادهم، على اعتبار انها باتت أمنة في ظل سيطرة النظام وحلفائه على مناطق هؤلاء اللاجئين.
ويعاني لبنان منذ أعوام اضطراباً سياسياً واقتصادياً وخدماتياً بشكل كبير، وهناك عشرات المشكلات التي من المفترض أن يسعى مسؤولي لبنان الدولة الجارة التي احتضن السوريين أبنائهم إبان حرب تموز ولم يتوانى الشعب السوري من شماله حتى جنوبه في تقدم العون لهم، إلا أن مسؤولي لبنان لم يبق لهم قضية ومشكلة إلا قضية اللاجئين.