
العراق يُعلن إجراء مشاورات دولية لتبني موقف داعم لإطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا
أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن بلاده تجري مشاورات مستمرة مع الدول الإقليمية والغربية لحثها على تبني موقف داعم لإطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا، تضمن مشاركة جميع الأطراف والمكونات السورية في العملية السياسية.
ولفت حسين خلال لقائه مع وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، توبياس ليندنر، في مدينة ميونخ إلى أن العراق يتابع بقلق التطورات في سوريا، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين بالقرب من حدوده.
وأوضح حسين أن العراق يعمل على تشجيع الدول الإقليمية والغربية على تبني موقف مشترك يساهم في إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا، تضمن تمثيل جميع الأطراف والمكونات السورية.
موقف العراق من التطورات السورية
وشدد وزير الخارجية العراقي على أن موقف بلاده من التطورات في سوريا واضح، موضحًا أن العراق لا يعارض التغيير الذي حدث في سوريا ولكنه في الوقت نفسه لا يدعم أي طرف على حساب الآخر. وأكد حسين أن الشعب السوري وحده هو من يقرر شكل نظام الحكم في بلاده. يأتي هذا التصريح في إطار الدعوة إلى حل سياسي يعكس مصالح جميع السوريين دون استثناء.
قضية عودة العراقيين المنتمين إلى "داعش"
وفي سياق آخر، تطرق حسين إلى قضية عودة العراقيين المنتمين إلى تنظيم "داعش" وعائلاتهم، مشيرًا إلى أن العراق يعمل على إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع بعد أن انتهت الحرب ضد التنظيم.
التعاون مع ألمانيا
من جانبه، أكد الوزير الألماني توبياس ليندنر أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في سوريا وتدعم الجهود المبذولة من قبل العراق والدول الإقليمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي ختام اللقاء، شكر وزير الخارجية العراقي ألمانيا على دعمها المستمر للعراق، لاسيما بعد تمديد مهام القوات الألمانية في البلاد حتى عام 2026.
"الشيباني" يُعلن نيته زيارة العراق قريباً والأخيرة توجه دعوة للرئيس "الشرع" لحضور قمة بغداد
كشف وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة العراق، حيث أكد أنه سيكون في بغداد قريباً. في ذات الوقت أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري "أحمد الشرع" لحضور القمة العربية المقرر عقدها في بغداد في مايو/أيار المقبل.
وفي ظل هذه التطورات، اعتبر مراقبون أن زيارة "الشيباني" للعراق تحمل دلالات كبيرة، خاصة وأن الرغبة العراقية في إتمام هذه الزيارة كانت قائمة منذ فترة طويلة. في هذا السياق، كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، عن موقف بلاده الرسمي خلال حديثه لموقع "الجزيرة نت"، مؤكدًا أن العراق لا يضع أي شروط على سوريا الجديدة.
صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين
وأوضح العوادي في حديثه أن العراق وحكومته رحبتا بالواقع السوري الجديد، وأبديا استعدادهما للتعاون مع سوريا، مع التأكيد على احترام إرادة الشعب السوري في اختيار قيادته، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وأضاف العوادي أن "رغبة العراق في إتمام زيارة الشيباني كانت كبيرة، لكن بغداد فضلت التريث قليلاً لتبديد مخاوف بعض الدول العربية ولإعطاء الفرصة للإدارة السورية الجديدة لترسيخ مؤسساتها، وهو ما تحقق في الأسابيع الماضية".
وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تأتي لتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث ستكون قائمة على التعاون والاحترام المتبادل. وستتناول الزيارة العديد من الملفات المهمة، وعلى رأسها الملف الأمني، إذ يسعى العراق إلى تعزيز التعاون مع سوريا في هذا المجال، وفقًا لما أكده العوادي.
وأكد العوادي أن العراق لا يفكر بمنطق فرض الشروط على سوريا، بل يسعى إلى التعاون الجاد في مختلف المجالات، مثل التعاون الاقتصادي والاستثماري والأمني. وأضاف أنه بالرغم من القلق الأمني الذي كان موجودًا في العراق بشأن الوضع السوري، فإن هذا القلق بدأ يتراجع تدريجيًا مع وجود تعاون أولي بين البلدين في المجال الأمني. وأوضح أن اكتمال تشكيل المؤسسات السورية الجديدة سيعزز هذا التعاون، مما سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار لكل من العراق وسوريا.
أهداف العراق من إعادة العلاقات مع سوريا
وفي سياق تحليله لأهداف العراق من إعادة العلاقات مع سوريا، أوضح رئيس مركز العراق، صلاح بوشي، أن ما يهم العراق في المقام الأول هو تطوير العلاقات الثنائية مع سوريا وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين. واعتبر بوشي أن فتح المعابر بين العراق وسوريا يعد أمرًا ذا أهمية خاصة للعراق. وأضاف أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تهدف إلى تعزيز هذه العلاقة الثنائية الجديدة بين البلدين.
وأكد بوشي لموقع "الجزيرة نت" أن العراق يسعى إلى استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد والمنطقة بشكل عام، وهو حق مشروع له، مشيرًا إلى أن تعزيز العلاقات مع سوريا يساعد في دعم هذا الهدف. وأوضح أن تقديرات الموقف الأمني والسياسي ستكون محور أي حوار بين البلدين في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل الظروف الأمنية التي يمر بها كل من العراق وسوريا.