
"الشيباني" يعزز الحضور السوري في نيويورك بلقاءات أممية ودعوات للتنسيق العربي
في إطار التحركات الدبلوماسية النشطة لسوريا الجديدة، عقد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة في نيويورك، تناولت آخر مستجدات الملف السوري وسبل دعم الشعب السوري في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الوزير الشيباني التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، حيث استعرض الطرفان التطورات الميدانية والسياسية الأخيرة، وأكدا على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لدعم عملية الانتقال السياسي وتحقيق الاستقرار.
كما اجتمع الشيباني مع روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، ضمن مشاورات مستمرة بين الجانب السوري ومسؤولي المنظمة الدولية. ورغم تحفظ الوكالة عن ذكر تفاصيل إضافية حول مضمون اللقاء، إلا أن مصادر دبلوماسية تحدثت عن مناقشات تناولت تعزيز الشراكة مع الأمم المتحدة في دعم مسارات السلام وإعادة الإعمار.
دعوة لتوحيد الصف العربي داخل مجلس الأمن
وفي تحرك موازٍ، استضاف وزير الخارجية السوري اجتماعاً تشاورياً ضم السفراء والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى مجلس الأمن، وذلك في مقر البعثة السورية الدائمة بنيويورك. وأفادت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء بحث آليات تعزيز التنسيق العربي داخل أروقة الأمم المتحدة، إلى جانب تبادل الرؤى بشأن أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد الشيباني خلال الاجتماع على أهمية توحيد الصف العربي لدعم القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشدداً على ضرورة استمرار التشاور وتكثيف التعاون بما يخدم المصالح العربية، ويعزز من الدور الفاعل للعرب في منظومة العمل الدولي.
وحظيت المبادرة السورية بترحيب الحضور الذين عبّروا عن أهمية استثمار المرحلة الراهنة لإعادة إحياء الدور العربي في الأمم المتحدة، لا سيما في ملفات الاستقرار والتنمية ودعم القضايا العادلة للشعوب العربية.
حضور سوري متجدد على الساحة الدولية
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية بالتزامن مع التطور الرمزي اللافت الذي شهده مقر الأمم المتحدة، حيث تم رفع علم الجمهورية العربية السورية الجديد، المميز بثلاث نجمات، للمرة الأولى منذ سقوط النظام الديكتاتوري، في إعلان واضح عن عودة سوريا إلى المجتمع الدولي بثوب جديد.
وفي ذات السياق، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لمناقشة الوضع في سوريا، شدد خلالها المبعوث الأممي غير بيدرسون على أهمية الالتزام بمسار الانتقال السياسي الشامل، داعياً إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتعزيز الحريات السياسية، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية.
كما طالب بيدرسون بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل.
الشيباني: رفع العلم إعلان عن ولادة سوريا الجديدة
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن رفع العلم السوري في مقر الأمم المتحدة يمثل أكثر من مجرد حدث بروتوكولي، بل إعلاناً عن ولادة سوريا الجديدة، المبنية على إرادة أبنائها الذين أسقطوا الديكتاتورية وشرعوا في بناء دولة ديمقراطية حديثة.
وشدد الشيباني على أن سوريا تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مبدأ السيادة الوطنية، وتحقيق التنمية الشاملة، مؤكداً أن الشعب السوري يستحق دعماً حقيقياً في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه، بعيداً عن الإملاءات والوصاية الخارجية.