الشرع :: أحداث الساحل السوري “ضمن التحديات المتوقعة وتحت السيطرة"
الشرع :: أحداث الساحل السوري “ضمن التحديات المتوقعة وتحت السيطرة"
● أخبار سورية ٩ مارس ٢٠٢٥

الشرع :: أحداث الساحل السوري “ضمن التحديات المتوقعة وتحت السيطرة"

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، أن الأحداث الأمنية التي شهدها الساحل السوري جاءت ضمن التحديات المتوقعة، وهي تحت السيطرة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عقب أدائه صلاة الفجر في أحد مساجد حي المزة بدمشق، وفق ما نقلته وسائل إعلام عربية ودولية.

وقال الشرع في كلمته: “ما يحصل في البلاد تحديات متوقعة.. يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بين السوريين”، مشددًا على أهمية التعايش بين جميع أبناء الشعب السوري.

ومنذ يوم الخميس الماضي، شهدت منطقة الساحل السوري، ولا سيما محافظتي اللاذقية وطرطوس، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن السورية وعناصر مسلحة تابعة للنظام السابق، في واحدة من أعنف الاشتباكات منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

بدأت الأحداث بهجمات منسقة استهدفت مواقع أمنية وحكومية في جبلة واللاذقية، حيث نفّذت مجموعات مسلحة، مرتبطة بفلول النظام السابق، عمليات استهدفت نقاط تفتيش وحواجز للجيش السوري، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية والمدنيين.

على إثر ذلك، أطلقت وزارة الدفاع السورية حملة عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على المناطق التي شهدت اضطرابات، وفرضت حظر تجوال في عدة مدن. كما أعلنت وزارة الداخلية عن إجراءات أمنية مشددة لمنع تسلل المسلحين إلى مناطق أخرى، وإغلاق بعض الطرق المؤدية إلى الساحل لضبط الموقف ومنع انتشار الفوضى.

وأكدت مصادر حقوقية أن عناصر غير منضبطة ارتكبوا تجاوزات خلال العمليات العسكرية، من بينها تنفيذ عمليات تصفية ميدانية بعدد من المدنيين، ونفذت حملة اعتقالات واسعة طالت أفرادًا يشتبه في علاقتهم بفلول الأسد، دون وجود إجراءات قانونية واضحة.

كما وردت أنباء عن عمليات نهب لممتلكات خاصة في بعض المناطق التي كانت مسرحًا للاشتباكات.

ورغم إعلان السلطات عن استعادة السيطرة على معظم المناطق التي شهدت توترات، لا تزال بعض الجيوب المسلحة نشطة، فيما تستمر الجهود لاحتواء الموقف وضمان عدم تجدد الاشتباكات، وسط مخاوف من استمرار الانتهاكات وتصاعد الخسائر في صفوف المدنيين.

وشهدت التطورات في الساحل السوري موجة واسعة من الإدانات والدعم للحكومة السورية، حيث أكدت الأردن دعمها الكامل لوحدة سوريا واستقرارها، ورفضها لأي محاولات خارجية لزعزعة أمنها. من جانبها، السعودية أدانت بشدة الهجمات التي استهدفت القوى الأمنية، مؤكدة تضامنها مع دمشق في جهودها لإعادة الأمن. أما الكويت، فقد استنكرت الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون، مشددة على دعمها للإجراءات السورية لحفظ الأمن والاستقرار.

كما عبرت الإمارات عن إدانتها للهجمات التي شنتها المجموعات المسلحة، مؤكدة وقوفها إلى جانب الحكومة السورية ودعمها لكل الجهود الرامية لتحقيق الأمن، من جهتها، جددت قطر رفضها لاستهداف القوات الأمنية، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تهدف لإثارة الفوضى وتقويض السلم الأهلي.

وعبرت مصر عن تضامنها مع الحكومة السورية، مطالبة بضرورة التمسك بالحل السياسي للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، وشدد مجلس التعاون الخليجي على ضرورة الحفاظ على أمن سوريا، رافضًا أي أعمال عنف أو إرهاب تستهدف استقرارها. 

وأعربت جامعة الدول العربية عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأمنية المتسارعة في منطقة الساحل السوري، مؤكدةً إدانتها لأعمال العنف واستهداف قوات الأمن.

وحذرت تركيا من أن التوترات الأمنية المتصاعدة في اللاذقية واستهداف القوى الأمنية قد تعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في سوريا. ودعت إلى عدم السماح بأي استفزازات تهدد الأمن، مؤكدةً دعمها لسوريا في مواجهة التحديات الأمنية.

 أما روسيا، فقد أكدت أن أمن جنودها في سوريا مضمون، لكنها امتنعت عن التعليق على تفاصيل العمليات العسكرية الجارية، في المقابل، اعتبرت بريطانيا أن استمرار العنف في سوريا سيؤثر على أي محاولات لإرساء السلام، داعية إلى حلول سياسية تضمن انتقالًا سلسًا للحكم. 

على المستوى الدولي، أكدت الأمم المتحدة قلقها البالغ من تدهور الأوضاع في الساحل السوري، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، فيما شددت لجنة التحقيق الأممية على ضرورة تجنب المزيد من العنف، محذرة من ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ