"الشرطة العسكرية" تعتقل العشرات من كوادر "حـ ـزب التحرير" بريف عفرين
اعتقلت عناصر الشرطة العسكرية في مدينة عفرين وريفها، أمس الأربعاء 18 أيلول 2024، العشرات من كوادر "حزب التحرير" بعد خروجهم من تظاهرة احتجاجية نظمها الحزب في المدينة، ضد وجود القوات التركية واستعادة القرار العسكري ورفضاً لفتح المعابر مع النظام.
وقالت المصادر، إن عناصر الشرطة العسكرية اعترضت سيارتين لكوادر الحزب على مداخل مدينة عفرين وفي كفرجنة، وقامت باعتقال قرابة 20 شخصاً من كوادر الحزب، بعد خروجهم من مدينة عفرين، حيث تم تنظيم تظاهرة دعا إليها الحزب ضد الوجود التركي في سوريا.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال كوادر "حزب التحرير" الذي وسع نشاطه في مناطق شمالي حلب في الآونة الأخيرة، إذ بات الحزب ينشط في عدة تظاهرات واحتجاجات بشكل لافت في المنطقة، لاسيما في اعتصام معبر أبو الزندين، بعد أن كان نشاطه مقتصراً في مواجهة هيئة تحرير الشام في إدلب وغربي حلب.
ويرفع الحزب شعارات ضد الوجود التركي، ورفض التطبيع مع النظام ويطالب باستعادة القرار العسكري لفصائل الثورة، إلا أن نشاطه يقتصر على التظاهرات ورفع الشعارات وفق مايتهمه نشطاء وفعاليات مدنية، دون أن يكون للحزب أي نشاط مسلح أو فصيل ينتسب له.
وعلى الرغم من أن تظاهرات "حزب التحرير" التي غلب عليها الطابع النسائي بدأت قبل أشهر عديدة ضد "هيئة تحرير الشام" على خلفية اعتقالات طالت قيادات الحزب وكوادره بشكل واسع، إلا أن أثر هذه التظاهرات ومناطق انتشارها كان محدوداً، ولم يحظ بشعبية ثورية، كون الحزب يرفع شعارات "الخلافة" التي تتناقض مع مطالب الحراك الشعبي الثوري.
لكن مع بدء الحراك الشعبي الثوري المناهض للهيئة في إدلب، على خلفية "قضية العملاء"، أعطى "حزب التحرير" حيزاً ومسرحاً لتوسيع احتجاجاته، وما ساعده على الدخول في الحراك علانية، هو إفراج الهيئة عن غالبية كوادر الحزب وقياداته الذين اعتقلهم، في سياسة اعتبرها مراقبون أنها مقصودة من قبل قيادة الهيئة، لإدراكها أن تلك القيادات ستدخل ضمن الحراك وتتصدر فيه، وبالتالي صبغ الحراك الشعبي كاملاً باسم "حزب التحرير" وتسويغ محاربته.
هذا الانخراط لـ "حزب التحرير" في التظاهرات كان موضع استثمار لقيادة الهيئة وإعلامها، والتي حاولت صبغ الحراك كلياً باسم "حزب التحرير"، والإشارة إلى أن من يدير الحراك هو قيادات وأنصار الحزب، خلافاً للواقع، في وقت عملت على حملة "شيطنة إعلامية" للتظاهرات مستثمرة حضور كوادر الحزب وتصدرهم في بعض المناطق، وهذا كان له تأثير سلبي على الحراك لصالح الجولاني، وحجة لضربه وتقويضه.