
الساحل في خطر وقوات الأسد تتقدم في كنسبا بجبل الأكراد وتغدوا على مشارف إدلب
تحذيرات عدة أطلقها ناشطون وقادة من مختلف الفصائل لتدارك جبهات الساحل قبل سقوطها بشكل كامل في أيدي قوات الأسد والميليشيات الشيعية بمساندة الطيران الروسي المكثف على جبلي الأكراد والتركمان.
فبعد دخول الطيران الروسي بشكل مباشر على خط المواجهة في سوريا والتمهيد الجوي المكثف لقوات الأسد والميليشيات الشيعية على الأرض بدأت جبهات الساحل تشهد تراجعاً كبيراً أمام تقدم قوات الأسد التي انتهجت بمساندة الطيران الروسي سياسة الأرض المحروقة إذ لم تهدأ طائرات الروس وراجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة من القصف بشكل متواصل ليلاً ونهاراً والذي اجبر الثوار على التراجع من عدة مواقع حساسة كان لها الأثر في سقوط باقي المناطق تباعاً.
بدأت جبهات الساحل تتهاوى بشكل كبير بعد سقوط منطقة سلمى الاستراتيجية بيد قوات الأسد لتبدأ مرحلة جديدة من المعارك كانت عنيفة على عشرات المحاور في ريف اللاذقية على طول خط التماس في جبلي التركمان والأكراد وانتقل الثوار من مراحل الهجوم لمراحل الدفاع عن المناطق التي باتت تسقط تباعاً بيد قوات الأسد والميليشيات الشيعية.
ولأن طبيعة الأرض الجبلية هي ما تحكم مناطق الساحل كانت سيطرة قوات الأسد على التلال الاستراتيجية هي العامل الأكبر في سقوط باقي المناطق لأن سيطرة قوات الأسد على المرتفعات الجبلية مكنها من السيطرة النارية على باقي المناطق التي تطل عليها لتبدأ مرحلة القصف التمهيدي من قمم الجبال بالتزامن مع القصف الجوي الروسي حتى تحرق المنطقة بشكل كامل وتبدأ القوات البرية بالزحف وهكذا حتى سقطت المناطق تباعاً وباتت قوات الأسد على مشارف محافظة إدلب بعد سيطرتها اليوم على منطقة كنسبا بجبل الأكراد.
منطقة كنسبا الاستراتيجية كانت أخر القلاع التي يسيطر عليها الثوار وتتمتع بأهمية قوية نظراً لموقعها المرتفع في المنطقة والمطل على بلدات ريف إدلب الغربي في بداما والناجية بريف جسر الشغور وسيطرة قوات الأسد تعني أن ريف إدلب الغربي بات تحت مرمى نيرانها المدفعية والصاروخية والتي قد تحاول التقدم إليها للالتفاف على الثوار من جهة جسر الشغور وبالتالي بدء مرحلة السيطرة على سهل الغاب بعد أن تمكنت من السيطرة على التلال الغربية من السهل وكشف المنطقة بأسرها.
هذه التطورات ومن وجهة نظر عسكرية لبعض المتابعين يرون فيها استكمالاً لمخطط التقسيم في سرويا والرامي لتمكين قوات الأسد بدعم دولي تقوده روسيا للسيطرة على منطقة الساحل والتي ستكون مناطق الدولة العلوية التي يخطط لها في مشاريع تقسم المنطقة وهذا يبدو جلياً مع الدعم الروسي والأمريكي للوحدات الشعبية الكردية للسيطرة على ريف حلب الشمالي وبالتالي تمكينهم من بناء الدولة الكردية شمالاً على طول الحدود التركية وخلق حالة من التوتر العسكري في المنطقة يجعل تركيا مهددة من محورين الأول الدولة العلوية على مشارف لواء اسكندرون والثاني على طول حدودها الجنوبية من الحسكة حتى عفرين.