
الدروز أصبحوا على قناعة أن نظام الأسد لن يحميهم من تنظيم الدولة
نشرت صحيفة "لوريون لوجور" تقريرا حول وضع الدروز في سوريا، أوردت فيه أنهم أصبحوا على قناعة بأن النظام السوري لن يدافع عنهم في حال تعرضهم للخطر، وبأن هذا النظام يقوم بالتنسيق مع تنظيم الدولة على حساب المعارضة والمدنيين.
وقالت الصحيفة، في التقرير إنه بات من الواضح أن الأسد يتعمد فسح المجال أمام عناصر تنظيم الدولة للتقدم، من أجل معاقبة الدروز الذين يعيش أغلبهم في مدينة السويداء، بسبب رفضهم التعاون معه.
وأشارت إلى أن الأكراد والمسيحيين في سوريا يحظون باهتمام إعلامي ودعم دولي كبير، بينما يبقى الدروز منسيين وسط هذه الحرب، غير أن الجميع اليوم يتابع الخطر المحدق الذي تتعرض له هذه الطائفة في سوريا.
وذكرت أن عدد الدروز في سوريا يقارب 600 ألف، أي ما يعادل 2 بالمائة من السكان، وأغلبهم يعيشون في منطقة السويداء في جنوب البلاد، بالإضافة إلى وجود حوالي 22 ألف منهم في الشمال، موزعين على 18 قرية في ريف إدلب، الذي تسيطر عليه اليوم جبهة النصرة.
وقالت الصحيفة إن الدروز، وخاصة أولئك الذين يعيشون في الجنوب، رفضوا منذ بداية الثورة الالتحاق بالمعارضة ضد بشار الأسد، رغم النداءات المتكررة من الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، للوقوف في صف المعارضة.
وسجلت أن هذا الموقف المحايد شهد تطورات في الفترة الأخيرة، مع تقدم عناصر تنظيم الدولة في الجنوب السوري، وتيقنت هذه الطائفة من أن الأسد ليس مستعدا للدفاع عن السويداء.
ونقلت الصحيفة تصريحات لشيخ عقل الدروز "حمود الحناوي"، قال فيها "إن الاعتماد على ما كان يعرف بالجيش العربي السوري لم يعد ممكنا".
وطالب الحناوي بتسليح هذه المنطقة لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها، كما انتقد بشدة تصريحات لونا الشبل، مستشارة بشار الأسد، التي رفضت تقديم أي دعم للدروز ماداموا يرفضون التطوع ضمن قوات النظام.
ونقلت تصريحات لأهالي قرية الحقف، الذين يؤكدون أن النظام قطع عنهم الكهرباء والاتصالات قبل ساعة واحدة من هجوم عناصر تنظيم الدولة، وهو نفس السيناريو الذي يؤكد أهالي قرية جنينة، جنوبي شرق السويداء، أنه حدث معهم.
وقالت الصحيفة إن المعارضة السورية وشهود عيان أكدوا أن قوات النظام السوري لم تحرك أي ساكن لمساعدة سكان قرية الحقف، رغم وجود معسكرين لجنود النظام على مقربة من المكان.
وذكرت الصحيفة أن مصدرا سوريا مطلعا أكد وجود نوع من التنسيق غير المعلن بين دمشق وتنظيم الدولة، وأشار إلى وجود تقاطع مصالح بين الطرفين.
وفي نفس السياق، نقلت الصحيفة عن أحد قيادات الحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني، الذي يتزعمه وليد جنبلاط، أن هذه الفرضية أكدها قيام قوات النظام بتفخيخ مخازن السلاح والذخيرة قبل الانسحاب من معسكر مسطومة، الواقع في منطقة إدلب، لأن جبهة النصرة ستستحوذ عليه، بينما لم تقم هذه القوات بأي إجراء لحرمان تنظيم الدولة من الاستيلاء على مخازن الأسلحة عند الانسحاب من تدمر.
وقالت الصحيفة أن المحللين السياسيين استنتجوا أن النظام، عندما لا يشعر أنه لم يعد قادرا على الدفاع عن منطقة معينة، يقوم بفسح المجال لعناصر تنظيم الدولة للسيطرة عليها، لكي يدخلوا في مواجهة مع المعارضة السورية، ما يؤدي إلى إضعافها وتعطيل تقدمها.
وأكدت أن خطر سيطرة تنظيم الدولة على الجنوب السوري أصبح قائما، في درعا والقنيطرة والسويداء، لأن قوات النظام فشلت في استرجاع هذه المناطق خلال شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس الماضيين، وذلك رغم الدعم الذي تتلقاه من المليشيات الإيرانية وحزب الله.
فقد نجح الجيش السوري الحر في تحقيق انتصارات متتالية على جيش النظام في الجنوب، ونجح أيضا في السيطرة على مناطق جديدة مثل معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ومدينة بصرى الشام.
وأضافت في هذا السياق أن النظام العاجز عن استرجاع هذه المنطقة، الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة، يفضل تسليمها لتنظيم الدولة، لإضعاف المعارضة.