
"الخوذ البيضاء" تُطلق المرحلة الثانية من إزالة الأنقاض في حي القابون بدمشق
باشرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بالتعاون مع محافظة دمشق، اليوم الأحد 27 نيسان، تنفيذ المرحلة الثانية من أنشطة إزالة الأنقاض في حي القابون بالعاصمة دمشق.
وتهدف المرحلة الحالية إلى فتح الطريق الرابط بين حيي تشرين والقابون، إضافة إلى فتح وتوسيع الطرقات الرئيسية والفرعية ضمن حي القابون، في إطار تحسين إمكانية الوصول وإصلاح شبكة الصرف الصحي المنهارة، التي تشكل تهديداً خطيراً على البنية التحتية وصحة السكان والبيئة المحلية.
وأكدت المنظمة أن إزالة الأنقاض تمثل خطوة أساسية في مسار التعافي وإعادة الأمل إلى الأحياء المنكوبة، فضلاً عن دورها في الحد من الأضرار البيئية والصحية الناجمة عن تراكم الركام داخل المناطق السكنية.
جهود متواصلة في دمشق
وكانت مؤسسة الدفاع المدني قد أعلنت في وقت سابق عن استمرار مشاريع إزالة الأنقاض وترحيل الركام في الأحياء المتضررة من العاصمة دمشق، لا سيما في حيي القابون وتشرين. وأوضحت أن فرقها تمكنت من ترحيل أكثر من 650 متراً مكعباً من الركام ضمن هذه الأحياء، في إطار تمهيد الطريق أمام عودة السكان وتحسين الواقع الخدمي والبيئي.
وبحسب تصريحات المؤسسة، فإن حي القابون تحوّل إلى كتلة ضخمة من الدمار بفعل قصف النظام المخلوع وحلفائه، حيث يعكس مشهد الدمار حجم التدمير الممنهج الذي طال البنية التحتية وأحلام المدنيين، مؤكدة أن إزالة الأنقاض خطوة حاسمة على طريق إعادة الحياة.
أعمال إعادة التأهيل في حلب
في مدينة حلب، أنهت فرق الدفاع المدني أعمال الهدم وترحيل الأنقاض في مبنى "المواصلات القديمة" بحي الشعار، ضمن المرحلة الأولى من مشروع إزالة الأنقاض في المدينة، والتي شملت أيضاً أحياء قاضي عسكر وكرم حومد.
جرت الأعمال بناءً على تقارير لجنة السلامة العامة، وبالتنسيق مع مجلس مدينة حلب ومديرية الخدمات، مع الالتزام بالحصول على الموافقات القانونية اللازمة
فرز وإعادة تدوير الأنقاض
خلال العمليات، قامت الفرق بفرز الأنقاض في مواقع العمل، حيث نُقلت المواد القابلة لإعادة التدوير إلى مركز الراموسة لتحويلها إلى مواد بناء مثل البلاط والبلوك. أما الأنقاض المختلطة بالنفايات العضوية، فقد تم ترحيلها إلى منطقة عين العصافير للتخلص منها بطريقة بيئية سليمة، بينما جرى تسليم المواد المعدنية كالحديد إلى مديرية الخدمات المختصة.
التحضير للمرحلة الثانية في حلب
أعلنت منظمة الخوذ البيضاء استعدادها لإطلاق المرحلة الثانية من مشروع إزالة الأنقاض في مدينة حلب، والتي ستشمل هدم وترحيل الركام في 16 حيًا إضافيًا. ومن المقرر أن تبدأ هذه المرحلة منتصف شهر أيار/مايو المقبل، ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل الأحياء المتضررة وتهيئة الظروف لعودة السكان.
مشاريع مماثلة في إدلب والمناطق المحررة
وفي ريف إدلب الشرقي والجنوبي، تواصل فرق الدفاع المدني منذ أشهر تنفيذ عمليات إزالة الأنقاض وفتح الطرقات المغلقة، في إطار استجابة مباشرة لعودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم. وتُعد هذه العمليات جزءاً من جهود مستمرة لإعادة نبض الحياة إلى المناطق المحررة.
دور حاسم في إعادة الإعمار
تثبت هذه المبادرات أن فرق الدفاع المدني السوري تؤدي دوراً محورياً في إزالة إرث الحرب وإحياء المجتمعات المنكوبة، عبر تسهيل عودة السكان إلى بيوتهم وإعادة تفعيل الخدمات الأساسية، مما يمثل أحد أعمدة التعافي وإعادة الإعمار في سوريا الجديدة.