
الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ مداهمة استخباراتية في قرية حضر جنوب سوريا
أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، "أفيخاي أدرعي"، أن قوات من الجيش نفذت الليلة الماضية عملية مداهمة على أربعة أهداف متزامنة في منطقة قرية حضر بريف القنيطرة شمالي الجولان السوري المحتل، في إطار ما وصفه بـ"جهود منع التهريب وتموضع عناصر إرهابية قرب الحدود".
وذكر "أدرعي"، في منشور على حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، يوم الأحد 3 آب/ أغسطس، أن العملية نُفذت من قبل قوات اللواء 226 تحت قيادة الفرقة 210، وبالتعاون مع وحدة التحقيقات الميدانية (504)، مشيرًا إلى أن "القوات عثرت وصادرت وسائل قتالية كان يشتبه بتجار سلاح في حيازتها".
كما بث مقاطع مصوّرة قال إنها توثق لحظة تنفيذ المداهمات والاستجوابات الميدانية، وبحسب البيان، فإن العملية استندت إلى معلومات استخباراتية مسبقة وتحقيقات ميدانية معمقة، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية "تعمل بشكل متواصل لمنع أي نشاط معادٍ قرب الحدود ولحماية مواطني إسرائيل"، على حد وصفه.
في السياق ذاته، أفادت مصادر إعلامية محلية في جنوب سوريا أن قوات الاحتلال اتخذت من منزل قيد الإنشاء على الطريق بين بلدتي حضر وطرنجة موقعًا عسكريًا جديدًا، حيث رُصدت تحركات لعربات عسكرية إسرائيلية ونحو أربعين جنديًا في الموقع، الذي يعود لأحد سكان طرنجة، ويقع في منطقة غير مأهولة.
وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات تزامنت مع مرور آلية عسكرية إسرائيلية قرب دوّار جباثا الخشب، في خطوة تُعد مؤشرًا على تصعيد النشاط العسكري الإسرائيلي في محيط مناطق التماس القريبة من القرى الحدودية.
ويأتي هذا الإعلان في ظل سلسلة عمليات إسرائيلية متكررة في الجنوب السوري، يُبررها جيش الاحتلال بأنها تهدف إلى منع تهريب الأسلحة وكذلك "منع تموضع عناصر إرهابية على الحدود السورية ولحماية مواطني دولة إسرائيل"، وفق تعبير جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فقد أجرى أفيخاي أدرعي مطلع آب الجاري زيارة إلى عدد من القرى الدرزية السورية في جبل الشيخ، حيث التقى وجهاء محليين، وشارك في نقاشات علنية داخل مراكز مجتمعية، وسط استقبال وصفته التقارير الإسرائيلية بـ"الملكي"، في مشهد نادر الحدوث من حيث الشكل والتوقيت والموقع.
وقال أدرعي في تسجيل مصور نشره لاحقًا إن جولته تندرج ضمن "مهام دفاعية"، تهدف إلى "تعزيز الاستقرار على الحدود ومنع تهريب السلاح إلى جهات متطرفة"، مشيرًا إلى أن المنطقة باتت تخضع لرقابة "لواء الجبال" الإسرائيلي، وهو تشكيل عسكري أُنشئ عام 2023 ضمن القيادة الشمالية، ويتمركز على سفوح جبل الشيخ لمراقبة الحدود مع سوريا ولبنان.
ولفت تقرير إعلامي عبري إلى أن زيارة أدرعي ليست حدثًا عابرًا، بل تندرج ضمن استراتيجية إسرائيلية تعرف باسم "سياسة الارتباط المدني"، تقوم على استمالة بعض المكونات الاجتماعية والدينية، خاصة في المناطق الدرزية المحاذية للجولان المحتل، بهدف توسيع النفوذ الإسرائيلي دون اللجوء إلى مواجهات مباشرة.
ويأتي هذا التحرك في وقت حساس، وسط تصاعد التوترات الأمنية في محافظة السويداء، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول محاولة إسرائيل إعادة رسم المشهد الاجتماعي والسياسي في جنوب سوريا، خاصة عبر أدوات غير تقليدية، تجمع بين الضغط العسكري والاختراق المجتمعي.
هذا ويرى محللون أن التصعيد الإسرائيلي الأخير – سواء من خلال الاقتحامات الميدانية أو الجولات "الدبلوماسية" المبطنة داخل الجغرافيا السورية – يندرج ضمن خطة أوسع لتكريس معادلات جديدة في الجنوب السوري، عنوانها "الرقابة المشددة والاختراق الناعم"، بما يعكس تبدلًا في أساليب التعامل الإسرائيلي مع المنطقة.