
الجيش الإسرائيـ ـلي يعلق جولات سياحية إلى الداخل السوري بسبب مخاوف أمنية
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن إلغاء جميع الرحلات المقررة إلى مناطق حدودية داخل الأراضي السورية، والتي كانت مخصصة لمجموعات إسرائيلية ضمن جولات مرخصة وتحت إشراف مرشدين معتمدين.
وأوضح المتحدث باسم الجيش في بيان رسمي أن قرار الإلغاء استند إلى "تقييم الوضع العملياتي الراهن"، مشيراً إلى أن الدخول إلى ممرات العبور القريبة من السياج الحدودي لن يكون مسموحاً به في هذه المرحلة.
وشمل القرار تعليق ثلاث مسارات رئيسية كانت ضمن الجولات، وهي: نهر الرقاد، وجسر الهامة الواقع على ضفاف نهر اليرموك، ونفق سكة حديد الحجاز في منطقة اليرموك. بينما لم يشمل الإلغاء المسار الرابع الواقع على جبل الشيخ المطل على الحدود اللبنانية، والذي بقي مفتوحاً في الوقت الحالي.
يُشار إلى أن هذه الجولات كانت تتطلب الحصول على تصاريح عسكرية خاصة، نظراً لحساسيتها الجغرافية وقربها من خطوط التماس مع سوريا، وقد نُظمت ضمن برامج تعليمية وتثقيفية تستهدف الجمهور الإسرائيلي، ويرجّح مراقبون أن التصعيد الأمني في المنطقة هو السبب الأساسي وراء تعليق هذه الأنشطة، رغم عدم الإعلان عن وجود تهديد محدد حتى الآن.
"إسرائـ ـيل" تفتح أبواب السياحة إلى الأراضي السورية المحتلة حديثًا خلال عيد الفصح
وسبق أن كشف موقع "كيباه" العبري، عن وثيقة صادرة عن الجيش الإسرائيلي تُظهر موافقته على تنظيم زيارات سياحية داخل الأراضي السورية التي احتلتها قواته مؤخراً جنوبي البلاد، وذلك تزامنًا مع عطلة عيد الفصح اليهودي.
وبحسب الوثيقة، سيُسمح بفتح مقطعين من السياج الحدودي مع الجولان المحتل، ما يتيح الدخول إلى المنطقة العازلة التي كانت خاضعة للسيطرة السورية، حيث سيُمنح معهدان تعليميان إسرائيليان تصريحاً بتنظيم جولات سياحية إلى وادي الرقاد، أحد روافد نهر اليرموك، والذي ينبع من هضبة الجولان ويمتد عبر ريف القنيطرة الجنوبي.
وأوضحت الوثيقة أن الجولات ستُقام على مرحلتين، صباحية ومسائية، خلال فترة العيد، بالتنسيق مع قيادة المنطقة الشمالية وفرقة "210" في جيش الاحتلال، وذلك ضمن ما اعتبره منظمو الرحلة "ثمرة عملية سهم الباشان"، التي أسفرت عن احتلال مرتفعات جبل الشيخ والمناطق العازلة المحاذية للحدود.
تجاهل للتحذيرات الأمنية السابقة
وكانت أكدت قيادة المنطقة الشمالية للصحافة الإسرائيلية أنها ستفتح السياج في نقاط محددة، زاعمة أن الجولات ستُجرى في أراضٍ "تُعتبر ضمن نطاق إسرائيل"، وفق تعبيرها، مستندة إلى ما وصفته بـ"حدود العلامات" التابعة للأمم المتحدة.
لكن صحيفة "معاريف" العبرية انتقدت القرار، مشيرة إلى أن المسؤولين في الجيش "لم يتعلموا الدرس" من حادثة مقتل الباحث الإسرائيلي زئيف إيرليخ ومستوطن آخر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعدما سُمح لهما بالدخول إلى مناطق الاشتباك في جنوب لبنان، ما أسفر كذلك عن مقتل جندي من "لواء غولاني" وإصابة ضابطين.
توسيع نطاق الاحتلال السياحي
وتُعد الجولات إلى وادي الرقاد، الذي يمتد من بلدة جباتا الخشب شمالاً إلى وادي حوران جنوباً، خطوة رمزية تعكس مساعي الاحتلال لفرض واقع جديد على الأرض، إذ أن هذه المناطق لا تُعد ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بل تدخل في نطاق الأراضي التي احتُلت حديثًا عقب عمليات عسكرية موسعة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة كانت تمثل محاولة لإضفاء طابع مدني على الوجود العسكري في المناطق السورية المحتلة، وإشغال الرأي العام الداخلي الإسرائيلي بجولات سياحية بدل الاعتراف بالتوغلات العسكرية الخطيرة في الأراضي السيادية لدولة جارة.