
التدخل الروسي و دوره في تعطيل اتفاق "الزبداني ـ الفوعة وكفريا"
لم يدخل اتفاق «الزبداني ـ الفوعة وكفريا» حيّز التنفيذ بعد حيث تضاربت المعلومات حول الأسباب التي أدت إلى تسويفه، وعرقلة إتمام تنفيذ الخطوة الأولى منه المتمثلة بإخراج الجرحى والمصابين.
وقد يكون من نتائج التدخل العسكري الروسي قد أثرعلى آليات اتخاذ القرار في سوريا حيث ظهر ذلك جلياً في وقف تنفيذ اتفاق الهدنة المتبادل بين الزبداني ومضايا وبقين في ريف دمشق من جهة، والفوعة وكفريا في ريف إدلب من جهة أخرى.
وكانت جولات طويلة من التفاوض بين إيران والثوار ممثلين بـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"جيش الفتح"، قد شهدت في الفترة الأخيرة نوعاً من الالتزام وإجراءات كسب الثقة ,وذلك تمهيداً للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق المتعلق بإخراج الجرحى من مدينة الزبداني باتجاه محافظة إدلب، وإخراج الدفعة الأولى من جرحى ومدنيي الفوعة وكفريا. وكان من المفروض أن يتم الأمر الأربعاء، الذي شهد بدء تنفيذ الطيران الروسي لضربات جوية على مواقع الثوار, فتم تأجيل ساعة الصفر في تنفيذ التبادل ليومين متتاليين لينتهي الأمر بعد ذلك بإلغاء العملية.
حيث كان من المفروض أن تتم العملية في 30 أيلول ، ولكن لم تتم نتيجة القصف الروسي لمناطق في ريف إدلب فتم التأجيل إلى 1 تشرين أول ، الذي شهد استهداف الطيران الروسي لثلاث نقاط في ريف إدلب
وبحسب مصدرمطلع إن التطورات الأخيرة ألقت بظلالها على العملية، فقد علمنا من خلال مكتب الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، أنه ربما سيكون هناك جولة تفاوض جديدة بناء على المستجدات، وأنه تم التواصل مع الطرف الروسي من أجل التهدئة، كي يتسنى لنا إتمام العملية، وللأسف كان الرد سلبياً.
وكانت وكالة "رويترز" أوردت تصريحاً للمتحدثة باسم دي ميستورا ، بأن الأمم المتحدة اضطرت لتعليق العمليات الإنسانية المزمعة في سوريا، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بسبب زيادة الأنشطة العسكرية.
وقال مكتب دي ميستورا في بيان له: "تدعو الأمم المتحدة كل الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين والتوصل إلى التفاهمات الضرورية من أجل تنفيذ هذا الاتفاق بأسرع ما يمكن".
واللافت في البيان، تجاهله تسمية الجهة المعطلة للاتفاق: العمليات العسكرية الروسية ضد أهداف تقع على خط السير المفترض للقوافل في ريف إدلب.