البحرة: الأعمال تتقدم في حلب وسيحكمها السوريون أصحاب الخبرات
قال "هادي البحرة" رئيس الائتلاف الوطني السوري، إن الوضع في حلب هو كما تم التخطيط له، مؤكداً أن العمل يتقدم نحو تحقيق الأمن والاستقرار، وتأمين الاحتياجات والخدمات الأساسية للمواطنين، ومراعاة المجتمع والاستمرار بآليات عمل تحترم الأديان والثقافات وحقوق الإنسان، ومراعاة التنوع الموجود في حلب.
ولفت "البحرة" في تصريح صحفي لصحيفة حرييت التركية، إلى أن من سيحكم حلب هم السوريون أصحاب الخبرات من أهلها، مضيفاً أنه لن يبدأ العمل من الصفر بل سيعود الموظفون لأعمالهم، وسيجري إعادة تشغيل المؤسسات الحكومية والرقي بخدماتها، مع رفدها بكوادر متدربة للتخلص من فساد النظام وتأمين حقوق الناس.
وأشار إلى أن هذه الخطة تعمل على الأمد القصير والمتوسط، لكن في حال تحقيق الحل السياسي الشامل فمن الممكن توسيع هذه الخطة على صعيد سورية ككل.
وأكد رئيس الائتلاف أن أهداف هذه العمليات أولاً وقف عدوان قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له، ثم تهيئة البيئة الآمنة لعودة المهجرين لأماكن سكنهم الأصلية، ومن ثم إجبار نظام الأسد على الانخراط في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفق القرار 2254 من أجل إنقاذ ما تبقى من سورية.
ولفت البحرة إلى أن النظام أعاق ورفض أي مساعٍ في المسار السياسي، وهو ما دفع قوى الثورة والمعارضة اللجوء للتفاوض عبر العملية العسكرية، من أجل تحقيق الهدف الأساسي، وهو تحقيق السلام المستدام والفعلي للسوريين، وتحقيق الانتقال السياسي نحو النظام الديمقراطي القائم على التعددية السياسية، كما نص قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وبخصوص التوجه نحو منبج أو القصير بريف حمص، قال البحرة: “لا أريد تأكيد تفاصيل عسكرية”، مشدداً على أن “هدف الثورة هو تحرير سورية بالكامل لتعود لكل مواطنيها من كل الأعراق والأديان والطوائف بلداً واحداً موحداً حراً ومستقلاً”.
وجدد البحرة التأكيد على استعداد الائتلاف الوطني للتفاوض، وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية ضمن إطار بيان جنيف والقرار 2254، وقال: “لن نقبل بأنصاف حلول أو حلول لا تلبي تطلعات السوريين”.
وأكد البحرة على أن العمليات العسكرية تجري بمشاركة جميع فصائل المعارضة العسكرية والجيش الوطني، مضيفاً أن هذا كان ممكنًا بسبب تحييد الخلافات والاتفاق على آليات محددة للعمل.
وأشار إلى أنه أيضاً جرى الاتفاق على قواعد ناظمة تحدد ما هو الممنوع، على سبيل المثال الجميع اتفق على رفع الظلم عن السوريين وضرورة تحرير المدينة وحفظ أهلها، وتأمين أمنها واستقرارها وطمأنة المواطنين واحترام حقوقهم والتأكد من سلامتهم الشخصية وسلامة ممتلكاتهم، ومكافحة التطرف والإرهاب، والعمل على تشغيل الخدمات العامة بالسرعة الممكنة.
وشدد على أن الخلافات بين الفصائل هي جزئية ولا تؤثر على المشهد العام من تعاضد كل فصائل الثورة من أجل هدف واحد هو النجاح في المهمة التي أوكلت لهم، وحول دور تركيا، قال البحرة إن أنقرة لها دور هام جداً في دعم الشعب السوري منذ سنوات، وهو محط تقدير السوريين، ونتوقع من تركيا الاستمرار في مساعيها لدعم العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصل لحل قابل للاستدامة.
وأضاف أن ما يحصل الآن هو نضال السوريين لتحرير بلدهم، وأكد على الاستمرار في النضال حتى تحقيق تطلعات الشعب السوري، معبراً عن أمله في أن يكون ذلك سلميًا عبر التوصل لاتفاق سياسي كما تحاول تركيا أن تدفع بذلك، لافتاً إلى أنه في حال فشل “تلك الجهود فنحن مستمرون بالعمل العسكري حتى تحرير آخر ذرة تراب من وطننا”.
وأكد البحرة على أنه لن يدخر أبناء الثورة أي فرصة لتحرير كامل البلاد وبناء سورية الديمقراطية، مضيفاً أن فصائل المعارضة والجيش الوطني يقاتلون بدعم من الشعب السوري كله الذي ينتظر الخلاص من الظلم.
وذكر البحرة أن الأهم هو الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها أبطال قوى الثورة والمعارضة، فهي روح من يقاتل من أجل العودة إلى منزله ومن يقاتل من أجل لقاء والديه وأحبائه، هي روح من يقاتل من أجل حرية وطنه وشعبه، موضحاً أن التجهيزات اللوجستية لن تكون عائقاً أمام الاستمرار في التحرير.
ولايبدو أن هناك دور للائتلاف الوطني السوري أو أي من منصات المعارضة الخارجية في سياق العمل العسكري والسياسي القائم في عملية "ردع العدوان"، إذ يقتصر الدور طيلة سنوات على بيانات الإدانة والاستنكار، دون تمكنهم من تحقيق أي تقدم في الملف السياسي والحل، كما شاب قوى المعارضة الخارجية الكثير من المشكلات التي باعدت بينهم وبين الحاضنة الشعبية والفصائل في الداخل.
وكانت أظهرت إدارة المعركة سواء العسكرية أو السياسية تفوقاً ووعياً كاملاً في طبيعة المرحلة والمواقف الدولية، وأصدرت بيانات طمأنة لكل المكونات والأقليات الكردية - المسيحية - الشيعية وربما لاحقاً العلوية) وبعثت برسالات أظهرت ارتياحاً دولياً من سير العمليات وعدم التعرض لتلك الأقليات، وهذا ماسيكون في بلدات السلمية ومحردة بريف حماة رغم مشاركة أبنائها من الطائفة المسيحية بقيادة "نابل العبد الله" في جرائم الحرب ضد المدنيين، وماينتظر مدينة حماة هو سيناريوا حلب تماماً، ولكن يحتاج لوقت وصبر لا أكثر.