
الأمم المتحدة: على العالم دعم سوريا نحو الاستقرار.. وإسرائيل تقوّض الهدوء وتقيّد المدنيين
دعت الأمم المتحدة إلى دعم مسار الاستقرار في سوريا بعد 14 عامًا من الصراع، محذرة من أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تهدد المرحلة الانتقالية وتعرقل الجهود الدولية لبناء سوريا جديدة تنعم بالسلام.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري، في إحاطته أمام مجلس الأمن، إن سوريا على مفترق طرق، وتستحق فرصة لمواصلة العمل نحو انتقال سياسي شامل، مؤكدًا أن الأعمال الإسرائيلية الأخيرة في سوريا تقوض هذا المسار وتزعزع استقرار البلاد في وقت حساس.
وأشار خياري إلى أنه ومنذ سقوط حكومة بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، واظب على تقديم تقارير لمجلس الأمن حول الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، موضحًا أن الأمين العام للأمم المتحدة كان واضحا في إدانته لجميع الأعمال التي تتعارض مع الاتفاق.
وأضاف أن مئات الغارات الجوية الإسرائيلية سُجلت في مختلف أنحاء سوريا منذ ذلك التاريخ، من الجنوب الغربي إلى الساحل السوري، مرورا بشمال شرق سوريا ودمشق وحماة وحمص، كما أن مسؤولين إسرائيليين تحدثوا علنًا عن نوايا بلدهم في البقاء داخل الأراضي السورية في المستقبل المنظور.
واعتبر أن مثل هذه الحقائق على الأرض لا يمكن تبديلها بسهولة، مؤكداً أنها تهدد بالفعل عملية الانتقال السياسي الهشة في سوريا.
كما شدد على أن التزام مجلس الأمن بسيادة سوريا وسلامة أراضيها يزداد أهمية يوماً بعد يوم، مضيفًا أن على المجتمع الدولي دعم وحماية فرصة سوريا لتحقيق الاستقرار بعد 14 عاماً من الصراع، من أجل السوريين والإسرائيليين، معتبراً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام والأمن الإقليميين.
وحذّر من أن الإجراءات والمكاسب الأمنية قصيرة المدى والتكتيكية لا ينبغي أن تُقوّض آفاق التوصل إلى اتفاق سلام بين الجارتين، أو تُهدد الاستقرار طويل الأمد على حدودهما المعترف بها دوليًا.
الجيش الإسرائيلي يعمّق وجوده في الجولان.. وسكان يطالبون بانسحابه
من جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أن الوضع في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) لا يزال متقلباً، ويشهد انتهاكات كبيرة لاتفاق 1974، أبرزها دخول الجيش الإسرائيلي المتكرر إلى المنطقة الفاصلة منذ 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وبيّن لاكروا، أن الجيش الإسرائيلي يشغل حاليًا 12 موقعًا على الجانب المعروف باسم “برافو” (أي داخل الأراضي السورية)، ويواصل إقامة حواجز لمنع الحركة على طول خط وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تفرض قيوداً على حركة موظفي الأمم المتحدة وسكان المنطقة، موضحًا أن سكان بعض القرى احتجوا على الاضطرابات الناجمة عن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الزراعة واحتجاز المدنيين والاستيلاء على أعداد كبيرة من الماشية، كما ناشد بعضهم قوات أوندوف للتدخل ومطالبة الجيش الإسرائيلي بمغادرة قراهم.
لاكروا : إسرائيل ليس لها مطامع إقليمية
أوضح لاكروا أن قوات أوندوف تواصل التنسيق مع الجانبين السوري والإسرائيلي، وتناقش باستمرار القضايا التي تؤثر على عملها، بما في ذلك الشكاوى التي تتلقاها من السكان.
ونقل لاكروا، عن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم إن وجودهم في منطقة الفصل ضروري لتأمينها مما يصفونه بـ”العناصر الإرهابية”، مع تأكيدهم في الوقت ذاته أن إسرائيل ليست لديها أطماع إقليمية في سوريا.
وأشار لاكروا، إلى أن البعثة الأممية تعمل على تعزيز آلية التنسيق مع السلطات السورية، من خلال تحسين بروتوكولات تبادل المعلومات وعقد اجتماعات تشاورية دورية.
ولفت إلى أن جميع الإجراءات التي تتعارض مع اتفاق فض الاشتباك تعتبر غير مقبولة، مؤكدًا أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك يجب أن تتمتع بحرية الحركة في كامل منطقة عملياتها، وأن البعثة تظل ضرورية لاستقرار الجولان والمنطقة بأكملها.