الأمم المتحدة تضع خططًا لإعادة الإعمار وإزالة الألغام في سوريا ولبنان وغزة
في ظل المتغيرات السياسية والأمنية التي يشهدها الشرق الأوسط، أعلن المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي مورييرا دا سيلفا، أن المرحلة الراهنة تمثل لحظة حاسمة للمنطقة، خصوصًا مع وجود قيادة جديدة في لبنان وسوريا، ووقف إطلاق النار في غزة. وأكد دا سيلفا أن المهمة الأكثر إلحاحًا في غزة حاليًا هي إزالة الركام والحطام الهائل بعد جهود إنقاذ الأرواح، بينما تسعى الأمم المتحدة لتعزيز جهود إعادة الإعمار في سوريا ولبنان.
جولة ميدانية لتقييم الاحتياجات
يقوم دا سيلفا بجولة ميدانية تستمر سبعة أيام تشمل لبنان وسوريا، ومن ثم يتوجه إلى الضفة الغربية وغزة والقدس، بهدف تقييم الاحتياجات الميدانية، وتعزيز الشراكات مع الحكومات والسلطات المحلية، فضلًا عن استعراض المشاريع القائمة واستكشاف آفاق جديدة للتعاون.
وفي لقاء مع أخبار الأمم المتحدة عبر الفيديو من دمشق، تحدث دا سيلفا عن جهود المكتب في تعزيز التنمية والاستجابة للأزمات الإنسانية، مشيرًا إلى أن هناك حاجة إلى تنسيق الجهود الدولية لضمان إعادة الإعمار والاستقرار في المناطق المتضررة، لا سيما في سوريا التي شهدت تغييرات جذرية في نظام الحكم بعد سقوط نظام الأسد.
إعادة الإعمار في سوريا: أولوية أممية
أكد دا سيلفا أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع كان فاعلًا رئيسيًا في عدد من العمليات الإنسانية والتنموية في سوريا على مدى السنوات الماضية، ومنها إزالة الأسلحة الكيميائية وإعادة تأهيل المرافق الطبية والبنية التحتية. وأضاف أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على تطوير مشاريع في مجالات الطاقة، وإعادة بناء المستشفيات والمدارس، وتأهيل البلديات، بالإضافة إلى إزالة الذخائر غير المنفجرة التي تُعدّ عائقًا رئيسيًا أمام إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن القيادة الجديدة في سوريا أبدت تعاونًا مع الأمم المتحدة لتنفيذ مشاريع تنموية، مشددًا على ضرورة توفير الموارد اللازمة لدعم عمليات إعادة الإعمار.
إزالة الألغام: تحدٍّ مشترك في سوريا ولبنان وغزة
شدد دا سيلفا على أن إزالة الذخائر غير المنفجرة تمثل إحدى الأولويات الرئيسية للأمم المتحدة في سوريا ولبنان وغزة، مشيرًا إلى أن المكتب يعمل بالتعاون مع دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) لتنفيذ مشاريع في هذا المجال. وأضاف أن انتشار الذخائر غير المنفجرة في هذه المناطق يشكل تهديدًا كبيرًا لحياة السكان ويعيق جهود إعادة الإعمار.
رسالة الأمم المتحدة: دعم مستدام للتنمية والسلام
أكد دا سيلفا أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع مستعد للتعاون مع جميع الشركاء لدعم جهود إعادة الإعمار، موضحًا أن المكتب يمتلك خبرة واسعة في تنفيذ مشاريع التنمية في البيئات الهشة التي تعاني من النزاعات. وأضاف أن هناك حاجة إلى استجابة دولية عاجلة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية والتخطيط لإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الجهود يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الأمم المتحدة والحكومات والجهات المانحة.
وختم دا سيلفا حديثه بالتأكيد على أن إعادة إعمار المناطق المتضررة في الشرق الأوسط ليست مجرد عملية إنسانية، بل هي خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة.