الألقاب السيئة وأثرها على الطفل… كيف نحميهم؟
الألقاب السيئة وأثرها على الطفل… كيف نحميهم؟
● أخبار سورية ٥ ديسمبر ٢٠٢٥

الألقاب السيئة وأثرها على الطفل… كيف نحميهم؟

في كثير من الأحيان، يطلق الأهل أو الجيران أو الأشخاص المحيطون بالطفل ألقاباً جارحة قد تبدو لهم عابرة، لكنها تحمل سخرية أو انتقاصاً، مثل "القزم" أو "الوسخ" أو "الفجعان". هذه الكلمات، على الرغم من كونها قد تقال على سبيل المزاح أو التأنيب، تترك أثراً سلبياً عميقاً في نفس الطفل، يؤثر في ثقته بنفسه وسلوكه داخل البيت، وينعكس لاحقاً على علاقاته في المدرسة والحي.

عادة ما تنتج هذه الظاهرة عن عوامل متعددة، أبرزها البيئة الأسرية التي تسمح بالكلام الجارح أو تتغاضى عنه، إضافةً إلى محاولات بعض الأطفال فرض السيطرة أو التفوق على الآخرين، والمنافسة والغيرة اليومية سواء في المدرسة أو الحي أو حتى البيت.

 كذلك تلعب الصفات الشخصية والبدنية للطفل، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية، دوراً في انتشار هذه الألقاب، التي تتحول أحياناً وسيلة للإقصاء أو الإهانة. كما أن ميل الأطفال لتقليد ما يسمعونه من الكبار يجعل هذه العادة تتكرس وتتوارث بين الأجيال، خصوصاً عندما يسمعها الطفل من أهله أو جيرانه أو الشباب الأكبر سناً في الحي.

تؤكد رائدة العيسى، معلمة في إحدى المدارس، أن التنابز بالألقاب يسبب آثاراً سلبية كبيرة على الطفل، فقد يؤدي إلى شعوره بالنقص وفقدان ثقته بنفسه، ويزيد من إحساسه بالحرج أمام الآخرين سواء في البيت أو المدرسة. 

كما يمكن أن ينعكس هذا السلوك سلباً على تحصيله الدراسي وسلوكه الاجتماعي، ويولد مشاعر الغضب أو الانطواء، وقد يدفع الطفل أحياناً لتقليد هذه العادة مع الآخرين، مما يكرر دائرة التنابز والأذى النفسي.

وتضيف أنه لمواجهة هذه الظاهرة، يمكن للأطفال والأهالي والمعلمين اتباع أساليب عملية لتقليل آثار هذه العادة السلبية. فتح حوار مفتوح داخل الأسرة والمدرسة يمكّن الطفل من التعبير عن مشاعره ورفض الإهانات بهدوء وثقة، ويتيح له الشعور بالأمان والدعم. 

وتتابع العيسى أن وضع قواعد واضحة تمنع الكلمات الجارحة سواء في البيت أو الفصل الدراسي، وتشجيع الطفل على التركيز في صفاته الإيجابية، إلى جانب تعليم مهارات حل النزاعات والمواجهة الهادئة، يساهم في كسر دائرة الألقاب المؤذية ويحوّل الطفل إلى شخص قادر على احترام نفسه والآخرين.

ويبقى التنابز بالألقاب عادة سلبية تهدد ثقة الطفل بنفسه وعلاقاته الاجتماعية، لذلك يحتاج الأمر إلى تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع. إن تعزيز قيم الاحترام المتبادل والحوار الهادئ، ومراقبة سلوك الأطفال في بيئاتهم المختلفة، يشكل عاملاً أساسياً في ضمان بيئة آمنة وصحية لنموهم النفسي والاجتماعي. 

وفي نهاية المطاف، الألقاب المؤذية ليست مجرد كلمات تُقال على سبيل المزاح، بل هي سلوكيات تهدد الأطفال، ومسؤوليتنا جميعاً تعليمهم الاحترام، وحمايتهم من أي إساءة قد تؤثر على حياتهم ومستقبلهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ