الأسلوب التربوي للمعلم: مفتاح حب الطالب للمادة أو نفوره منها
الأسلوب التربوي للمعلم: مفتاح حب الطالب للمادة أو نفوره منها
● أخبار سورية ١ أكتوبر ٢٠٢٥

الأسلوب التربوي للمعلم: مفتاح حب الطالب للمادة أو نفوره منها

تلعب طريقة تعامل المعلمين مع طلابهم دوراً رئيسياً في حب الطلاب للمدرسة أو نفورهم منها، فالعلاقة بين المعلم والطالب تتجاوز كونها مجرد علاقة تعليمية بين من يُعلِّم ومن يتلقى، لتصبح علاقة إنسانية وتربوية بالدرجة الأولى.

إن دور المعلم لا يقتصر على نقل المعلومات، بل يمتد ليشمل دعم الطالب نفسياً، وفهم ظروفه، والتعامل معه بروح المسؤولية والأخوّة، مما يجعل التعليم تجربة مؤثرة في حياة الطالب، لا مجرد محتوى دراسي.

أهمية الأسلوب الحسن للمعلم
فالأسلوب الذي يتبعه المعلم أثناء تدريس طلابه، يؤثر على علاقة الطالب بالمادة، فعندما يكون الأسلوب تفاعلياً، غنياً بالكلمات الإيجابية، والإشادة بالتصرفات الحسنة، يشعر الطالب بالقبول والتحفيز، ويبدأ في حب المادة، خاصة عندما يرى في معلمه أخاً ومرشداً قبل أن يكون مجرد ناقل للمعلومة.

أما إذا اتسم أسلوب المعلم بالقسوة، والجفاف في التعامل، وافتقد إلى الاحترام أو التعاطف، فقد لا يكتفي الطالب بنفوره من المادة، بل قد ينعكس ذلك على نظرته للمدرسة ككل، وربما يدفعه ذلك إلى الهروب منها بشكل فعلي.

تجارب طلاب
وخلال عملنا على هذا الموضوع، رصدنا قصصاً لطلاب درسوا في مدارس مختلفة. بعضهم أكد أنهم أحبوا مادة معينة وتفوقوا فيها، بفضل معلمين كان أسلوبهم تربوياً ولطيفاً، يتعاملون مع الطلاب برفق وصبر، ويشجعونهم على السؤال بحرية، ويساعدونهم على تصحيح الأخطاء وتعلم الدروس منها.

وفي المقابل، هناك طلاب لا يزالون يذكرون مواقفاً مؤلمة من معلمين كانوا قساة أو فظين في تعاملهم، مما دفع بعضهم إلى كره المادة حتى اليوم، وأثر سلباً على نظرتهم للمدرسة بشكل عام.

أهمية الأساليب المتنوعة في التدريس
يختلف تأثير المعلم على حب الطالب للمادة حسب أسلوب التدريس الذي يتبعه، فهناك معلمون يستخدمون أساليب متنوعة وتفاعلية، مثل تشجيع الطلاب على السؤال والشرح، وتنظيم العمل ضمن مجموعات، والأنشطة العملية التي تجعل الحصة ممتعة ومحفزة، مما يزيد تعلق الطلاب بالمادة.

 في المقابل، هناك معلمون يعتمدون على أسلوب التلقين التقليدي، يشرحون المادة فقط بأسلوب جاف، دون تفاعل أو مشاركة من الطلاب، ما قد يجعلهم يشعرون بالملل وربما النفور من المادة.

ضرورة التشجيع وبناء علاقات أخوة
وينصح خبراء التربية المعلمين بالحفاظ على حضور ورش عمل ودورات تدريبية دورية لتطوير أساليب التدريس التي يقدمونها للطلاب. كما يشجعون على تبني أساليب تعليمية تفاعلية وتحفيز المشاركة الطلابية، مع محاولة التعرف على قدرات كل طالب والتعامل معها بمرونة وعدل. 

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية استخدام ثقافة التشجيع بدلًا من الاعتماد على العقاب القاسي، والحفاظ على التعامل الحسن مع الطلاب وبناء علاقات أخوية معهم، بما يخلق بيئة مدرسية إيجابية تحفز الطلاب على التعلم وتحببهم بالمدرسة، ويجعلهم يشعرون بالأمان والدعم داخل الصف.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ