
اقتتال اللاغالب بين تحرير "الشام وسوريا" استنزاف للطرفين وكسر لشوكة "البغي" المتأصلة منذ سنوات
تتواصل الاشتباكات بشكل متقطع بين الحين والأخر بين فصيلي هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في ريفي إدلب وحلب دون إحراز أي تقدم لصالح أي طرف على الأخر، من إصرار هيئة تحرير الشام في المبادرة في الهجوم والحل العسكري بعد تعثر كل مبادرات الحل بين الطرفين.
قرابة 40 يوماً من المعارك بين الطرفين لم يستطع أي طرف التغلب على الأخر، في والوقت الذي يأخذ فيه قتال هيئة تحرير الشام دور البادئ والمهاجم، والطرف الآخر ممثلة بجبهة تحرير سوريا وصقور الشام دور المدافع والراضي بأي مبادرة أو حل ضمن المبادرات المطروحة الامر الذي رفضته هيئة تحرير الشام مراراً وتذرعت بحجج عدة للاستمرار في الهجوم وهدفها إنهاء الطرف الآخر.
هذا الاقتتال بحسب مراقبين يستنزف قدرات الطرفين سواء كان بشرياً حيث خسرا المئات من العناصر خلال المعارك والاشتباكات التي لاتزال مستمرة، أو عسكرياً من أليات ودبابات حتى وعربات متنوعة وذخائر وصواريخ استخدمت في الحرب الدائرة، حيث شهدت الاشتباكات لاسيما في ريف حلب الغربي تدمير العديد من الدبابات والعربات باستخدام صواريخ مضادة للدروع.
هذه الدبابات والعربات والذخائر المستهلكة من قبل الطرفين كلفت العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب السوري لاغتنامها من قوات النظام وحلفائه خلال المعارك في مناطق عدة، ومكنت الثوار من تحقيق توازن عسكري في امتلاك سلاح مدفعي وصاروخي ولو لقدر ما، إلا أنها اليوم باتت تستخدم في الاقتتال الداخلي على نحو واسع وباتت تدمر في المناطق المحرر بدل أن تستخدم للدفاع عنها.
اقتتال اللاغالب كما يحلوا للبعض أن يسميه اليوم هو استنزاف للطرفين، ولكنه في ذات الوقع كسر لشوكة "البغي" التي مارستها هيئة تحرير الشام ضد الفصائل العسكرية في الثورة السورية منذ عام 2014 وحتى اليوم، كونها المعركة الثانية التي تخسرها في مواجهة فصيل تشن هجمتها عليه دون أن تحقق ماتريد من إنهاء الفصيل والسيطرة على مقدراته العسكرية والمدنية والأرض التي يتمركز فيها كانت المواجهة الأولى مع فصيل الزنكي واليوم مع جبهة تحرير سوريا وصقور الشام، وإلى ذلك يرجع البعض عدم قدرة الهيئة على التراجع لحين تحقيق مكسب والخروج بقليل من "النصر" ولو أمام عناصرها ليحفظ هيبتها.
ورغم كل النداءات التي خرجت سواء من فصائل عسكرية أو شرعيين وعلماء دين و شخصيات ثورية وفعاليات شعبية مدنية إلا أن هيئة تحرير الشام تواصل بحشد الأرتال والتجييش الإعلامي ضد الطرف الأخر، وتصر على الحسم العسكري وإنهاء مكون الزنكي، مع ميولها وقبولها بالتصالح مع أحرار وصقور الشام إن قبلوا التخلي عن حليفهم الزنكي.
ولعل الحجج التي ساقتها هيئة تحرير الشام لابتلاع فصيل الزنكي في الاقتتال الأخير بعد العشرين، وتضارب مواقفها وتسليمها منطقة شرقي سكة الحديد مؤخراً وتكشف زيف ادعاءاتها في نصرة المدنيين وتوجيه السلاح لأبناء الثورة وفصائلها جعلها في مواجهة مباشرة مع الحاضنة الشعبية التي خرجت في مظاهرات عديدة في جل المناطق التي خرجت عن سيطرتها معبرة عن رفضها لتصرفاتها وماتقوم به من تعدي.