
اغتيال أحد أبرز ضباط الأسد في درعا.. من هو “أبو علي سياسية”؟
عُثر فجر اليوم على جثة الضابط السابق في فرع الأمن السياسي التابع لنظام الأسد، حسن علي داوود، الملقب بـ”أبو علي سياسية”، مقتولاً في المنطقة الواقعة بين بلدتي غباغب وموثبين في ريف درعا الشمالي، وفق ما أفاد مراسلو تجمع أحرار حوران وشبكة درعا 24.
وبحسب مصادر محلية، فإن داوود كان قد حاول التسلل ليلة أمس إلى بلدة دير العدس، التي أقام فيها لسنوات، بهدف جمع بعض الأغراض الشخصية من منزله، قبل أن يتم اعتراضه وتصفيته من قبل جهات لم تُحدد هويتها بعد.
الضابط القتيل، المنحدر من مدينة بانياس الساحلية في ريف طرطوس، كان يُعد من أبرز ضباط النظام البائد في محافظة درعا، إذ شغل سابقاً منصب مسؤول عن عدد من الحواجز الأمنية التابعة لفرع الأمن السياسي في ريف المحافظة الشمالي، وتحديداً في بلدة دير العدس والمناطق المحيطة بها.
وكان داوود قد اختفى عن الأنظار بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث لم يُعرف مصيره منذ ذلك الحين، وسط ترجيحات بأنه غادر المنطقة على غرار العشرات من ضباط النظام الذين فرّوا من الجنوب السوري بعد انهيار القبضة الأمنية.
اغتيال “أبو علي سياسية” يعيد إلى الواجهة ملفات الانتهاكات والاعتقالات التي نُسبت إليه خلال سنوات خدمته الأمنية، حيث تشير شهادات محلية إلى أنه كان شخصية معروفة بصلاتها المباشرة مع الأجهزة القمعية التابعة للنظام السابق، ومسؤولاً مباشراً عن مداهمات واعتقالات تعرّض لها عشرات السكان في ريف درعا الشمالي، خاصة خلال سنوات الثورة الأولى.
وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه الحكومة السورية أي بيان رسمي حتى الآن بشأن الحادثة، يعتقد نشطاء أن تصفية داوود جاءت في إطار سلسلة من العمليات التي استهدفت شخصيات أمنية بارزة في الجنوب السوري، كانت ضالعة في ملفات قمعية قبل سقوط النظام، ويقف وراء هذه الاغتيالات أشخاص غير راضيين عن توجهات الحكومة في عدم محاسبة مجرمي النظام السابق.
وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار حالة التوتر الأمني في بعض مناطق محافظة درعا، وسط جهود حكومية ومجتمعية متواصلة لتفكيك شبكات السلاح المنفلت ومحاسبة المتورطين في جرائم سابقة، في محاولة لإعادة فرض الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب السوري.