
استجواب أطفال أمام مخابز بدمشق .. مراسل أم عنصر مخابرات؟! ( فيديو)
نشرت إذاعة موالية للنظام تقريراً يقدمه مراسل صحفي داعم للأسد ظهر بمظهر عنصر المخابرات إذ أجرى جولة تحقيق واستجواب لأطفال من أمام أفران ومخابز في العاصمة السورية دمشق.
وجاء في تقرير الجهة الإعلامية ذاتها التي تعود ملكيتها لرامي مخلوف، تحت عنوان "على الرغم من عقوبات الاتجار بالمواد المدعومة ربطة الخبز تصل لـ 1000 ليرة على أبواب بعض المخابز والطرق العامة"، في إطار تحمل إعلام نظام الأسد مسؤولية أزمة شح المادة للمستهلك والبائع.
وظهر في التقرير المراسل "محمد أنيس دياب"، وهو يستجوب أطفال عن كيفية شراء وبيع المادة، على طريقة عناصر المخابرات، مكرراً تقاريره المثيرة للجدل التي تتهم الباعة والمستهلك وتتجاهل المسؤولين الفاسدين التابعين للنظام السوري.
وأختتم جولة التحقيق بمداخلة لشخص انتقد حال الأفران ورداءة الخبز المقدم عبرها برغم أن سورية تمتلك أفضل أنواع القمح، فيما أثارت ردود فعل متابعي التقرير غضب واستياء كبير، في مشهد الاستقواء على صغار الباعة وترك من يصفونهم بكبار الحيتان.
وقبل أشهر أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام قراراً يقضي برفع سعر كيلو غرام الخبز المدعوم من 50 ليرة إلى 75 ليرة سورية "بدون كيس"، وسعر الربطة 1100 غرام ضمن "كيس نايلون" إلى مئة ليرة سورية، ما أدى إلى مضاعفة السعر بنسبة 100%.
ونقلت صحيفة موالية عن مصادر تحدثت عن تفاقم الأزمة المعيشية وغلاء مادة الخبز و أوضحوا أنهم لم يحصلوا سوى على ربطة واحدة فيها 6 أرغفة فقط، فيما أكد آخرون أنهم اشتروا الربطة بـ 3 آلاف ليرة من أمام بعض المخابز الخاصة، في وقت يبرر النظام الأزمة بأسباب غير منطقية.
وقبل نحو أسبوعين بث إعلام النظام جولات مصورة على الأسواق وصفت بأنها "تشبيحية" لما تحتويه من ممارسات أثارت جدلاً كبيراً على مواقع التواصل، فيما أعلنت جهات حكومية منها وزارة داخلية الأسد مؤازرة عناصر التموين في الأسواق لتطبيق العقوبات التي شددها النظام مؤخراً.
ونشر تلفزيون النظام مشاهد من تصوير ما قال إنها جولات ميدانية في الأسواق تظهر المراسلة وكأنها عنصر مخابراتي ضمن مسرحيات مفضوحة أثارت تعليقات متباينة ما بين السخط والسخرية.
ومن بين تلك الجولات تصوير ظاهرة بيع الخبز خارج الأفران بما يتماشى مع رواية النظام في مشهد استفزازي وصفته الإعلامية الموالية "رجاء جبور" بأنه "حكاية تحول مواطن إلى مخبر"، حسب تعبيرها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يتعامى إعلام النظام عن تشكيل الأزمات الاقتصادية فرصة جديدة لميليشيات النظام المنتشرة في مناطق سيطرته للتشبيح والتعفيش مستخدمة نفوذها في التضييق على المنتظرين على طوابير طويلة للحصول على المواد الأساسية، لا سيما الخبز والمحروقات، الظاهرة التي تحدثت عنها عدة صفحات موالية بشكل متكرر.
هذا ومن المعتاد أن ينقل إعلام النظام مشاهد لجولات مصورة أشبه ما تكون للمسرحيات المفضوحة إذ تتمثل تلك اللقطات بجولات مراسلي النظام على الأسواق للحديث عن الوضع المعيشي والأسعار بهدف تخفيف الاحتقان المتزايد وتحميل بعض المسؤولين المسؤولية طبقاً لرواية النظام، إلى جانب الترويج ومحاولة إظهار ورصد الرقابة الغائبة عن الأسواق.