"إهمال وتهميش".. معاناة مريرة يواجهها أهالي قرى شمال السويداء ومؤسسات النظام غائبة
سلط تقرير لموقع "السويداء 24" المحلي، الضوء على الواقع المأساوي الذي تعيشه قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي المدمرة، وسط ظروف معيشية قاهرة يفاقمها التمييز وانعدام الخدمات الرئيسية، مع انقطاع المعونات الغذائية عن غالبية سكان القرى منذ العام الماضي.
وأوضح الموقع أنه منذ استعادة جيش النظام السيطرة على قرى (القصر، الساقية، رجم الدولة، صيرة عليا، المصيدة، والأشرفية) في الخاصرة الشمالية الشرقية للسويداء عام 2017، كانت الجهود الحكومية لإعادة تأهيل الخدمات الرئيسية محدودة جداً، ولم تحقق الحد الأدنى من احتياجات السكان.
وقال إن شبكات الكهرباء والمياه شهدت بعض الإصلاحات غير المكتملة، ما ترك هذه القرى بحالة يرثى لها، وكأن سكانها يعيشون في العصر الحجري. العديد من السكان الذين تواصلت معهم السويداء 24 في هذه المنطقة، تحدثوا بحزن عن واقع حياتهم المرير مع غياب الخدمات الرئيسية.
يؤكد السكان أنهم يشترون أسلاك الكهرباء على حسابهم الخاص لتمديدها إلى منازلهم. أما المياه، فتصلهم بشق الأنفس، حيث يضطر بعض السكان لدفع كامل مدخولهم الشهري مقابل توفير المياه، علماً أن غالبية السكان يعملون في تربية ورعاية المواشي.
ولا تتوقف المعاناة عند انعدام الخدمات، إذ يشتكي السكان من حالة تمييزية تفرض عليهم من بلدية قرية البثينة المسؤولة عن قراهم، ومنها عدم التزام البلدية بمسؤولياتها في ترحيل القمامة، "منذ تحرير قرانا لم نشاهد جرار البلدية المخصص للنظافة"، وفق تأكيد عدة مصادر.
كانت بعض المساعدات الغذائية المخصصة من الهلال الأحمر تسند سكان هذه القرى، لكن منذ العام الماضي وبعد تخفيض المساعدات المقدمة لمحافظة السويداء، باتت المساعدة تقتصر على أقل من عشر عائلات، وفي فترات متباعدة.
يعتقد السكان أن البلدية قدمت أرقاماً مغلوطة إلى الهلال الأحمر عن عدد المقيمين في هذه المنطقة، في حين ترد مصادر مطلعة أن مسألة تخفيض المساعدات عامة وتشمل المحافظة كلها.
ووفق الموقع، فإن هذه التفاصيل تعكس جانباً من مأساة سكان المنطقة نتيجة التهميش الحكومي بحقهم. أحدهم ختم رسالته قائلاً: "ندعو المحافظ الجديد وكل المعنيين إلى الالتفات إلى واقع منطقتنا، ليتصوروا فقط أن يعيشوا يوماً واحداً مع عائلاتهم في قرانا".