
"إسرائـ ـيل" تفتح أبواب السياحة إلى الأراضي السورية المحتلة حديثًا خلال عيد الفصح
كشف موقع "كيباه" العبري، عن وثيقة صادرة عن الجيش الإسرائيلي تُظهر موافقته على تنظيم زيارات سياحية داخل الأراضي السورية التي احتلتها قواته مؤخراً جنوبي البلاد، وذلك تزامنًا مع عطلة عيد الفصح اليهودي.
وبحسب الوثيقة، سيُسمح بفتح مقطعين من السياج الحدودي مع الجولان المحتل، ما يتيح الدخول إلى المنطقة العازلة التي كانت خاضعة للسيطرة السورية، حيث سيُمنح معهدان تعليميان إسرائيليان تصريحاً بتنظيم جولات سياحية إلى وادي الرقاد، أحد روافد نهر اليرموك، والذي ينبع من هضبة الجولان ويمتد عبر ريف القنيطرة الجنوبي.
وأوضحت الوثيقة أن الجولات ستُقام على مرحلتين، صباحية ومسائية، خلال فترة العيد، بالتنسيق مع قيادة المنطقة الشمالية وفرقة "210" في جيش الاحتلال، وذلك ضمن ما اعتبره منظمو الرحلة "ثمرة عملية سهم الباشان"، التي أسفرت عن احتلال مرتفعات جبل الشيخ والمناطق العازلة المحاذية للحدود.
تجاهل للتحذيرات الأمنية السابقة
وأكدت قيادة المنطقة الشمالية للصحافة الإسرائيلية أنها ستفتح السياج في نقاط محددة، زاعمة أن الجولات ستُجرى في أراضٍ "تُعتبر ضمن نطاق إسرائيل"، وفق تعبيرها، مستندة إلى ما وصفته بـ"حدود العلامات" التابعة للأمم المتحدة.
لكن صحيفة "معاريف" العبرية انتقدت القرار، مشيرة إلى أن المسؤولين في الجيش "لم يتعلموا الدرس" من حادثة مقتل الباحث الإسرائيلي زئيف إيرليخ ومستوطن آخر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعدما سُمح لهما بالدخول إلى مناطق الاشتباك في جنوب لبنان، ما أسفر كذلك عن مقتل جندي من "لواء غولاني" وإصابة ضابطين.
توسيع نطاق الاحتلال السياحي
وتُعد الجولات إلى وادي الرقاد، الذي يمتد من بلدة جباتا الخشب شمالاً إلى وادي حوران جنوباً، خطوة رمزية تعكس مساعي الاحتلال لفرض واقع جديد على الأرض، إذ أن هذه المناطق لا تُعد ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بل تدخل في نطاق الأراضي التي احتُلت حديثًا عقب عمليات عسكرية موسعة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل محاولة لإضفاء طابع مدني على الوجود العسكري في المناطق السورية المحتلة، وإشغال الرأي العام الداخلي الإسرائيلي بجولات سياحية بدل الاعتراف بالتوغلات العسكرية الخطيرة في الأراضي السيادية لدولة جارة.