
إدلب تحتفي بتكريم 1493 حافظاً وحافظة للقرآن الكريم في مدارس دار الوحي الشريف
في مشهد مفعم بالفرح والوقار، ازدانت مدينة إدلب بحفل تكريم 1493 من حفظة كتاب الله، من أطفال وفتيات، أتموا حفظ القرآن الكريم كاملاً ضمن مدارس دار الوحي الشريف المنتشرة في عدة مناطق سورية. هذا الحدث البارز أقيم يوم السبت الموافق 26 نيسان/أبريل 2025، وسط أجواء احتفالية غمرتها السعادة والاعتزاز.
خطوات ثابتة نحو النور
بخطوات صغيرة وثابتة، تقدم الحافظون نحو ساحة التكريم وهم يحملون مصاحفهم بقلوب يملؤها الفخر. رغم صغر سنهم، إلا أنهم أنجزوا مهمة عظيمة تستحق الإشادة، حيث أتموا حفظ كلام الله عن ظهر قلب، في إنجاز يمثل مفخرة دينية وتربوية.
مئات الحفظة يجتمعون في ملعب إدلب
استضاف الملعب البلدي في إدلب هذا الحدث الكبير، حيث اجتمع الأهالي والإعلاميون للاحتفال بهذا الإنجاز الاستثنائي. ووفقاً لما أكده الدكتور أحمد زيدان، المشرف على مدارس دار الوحي الشريف، فإن هذا التكريم شمل 1493 حافظاً وحافظة، بينهم 84 حصلوا على إجازة قرآنية رسمية، تخولهم إقراء غيرهم القرآن وفق قواعد التجويد.
مدارس دار الوحي، المنتشرة بـ 74 فرعاً و28 روضة قرآنية، تقدم مزيجاً من العلوم الشرعية والدنيوية، مما يجعلها صرحاً تعليمياً متكاملاً يعمل على بناء جيل واعٍ وراسخ في العلم والإيمان.
بهجة الأهالي.. دموع فخر وورود محبة
أجواء الفرح لم تقتصر على الأطفال الحافظين بل امتدت لتشمل الأهالي الذين غمرتهم مشاعر الفخر والسعادة. اصطف الآباء والأمهات على مدرجات الملعب، يتابعون أبناءهم بحب وعين دامعة، وقد حمل بعضهم باقات من الورود لتهنئة فلذات أكبادهم.
ولم تخل المناسبة من لحظات إنسانية مؤثرة، حيث فاجأ أحد الآباء ابنته الحافظة بلقائه بها لأول مرة بعد عشر سنوات من الانفصال، مما أضفى طابعاً إنسانياً عميقاً على هذا العرس القرآني.
تفاعل واسع على منصات التواصل
احتفت منصات التواصل الاجتماعي بهذا الحدث الكبير، حيث تناقلت صفحات المدن والبلدات السورية أسماء الحفظة بكل فخر. وكتب أحد المتابعين معلقاً: "هنا إدلب.. ملعب يتسع لـ17 ألف متفرج لم يمتلئ يوماً بمباراة، لكنه اليوم امتلأ بحفظة كتاب الله. هذا مشهد لن يُنسى.. هنا سوريا الحرة، هنا مستقبلنا المشرق".
احتفالات الحرية.. ثمرة النصر
لا تعود فرحة السوريين في إدلب فقط إلى حفظ القرآن، بل لأنها ثمرة من ثمار الحرية بعد سقوط النظام السابق. لسنوات طويلة، كان الاهتمام بالمجالات الدينية، خصوصاً تحفيظ القرآن، ممنوعاً بل وملاحقاً، أما اليوم فقد عادت الروح إلى المساجد والمدارس القرآنية، وشهدت البلاد مبادرات دينية واجتماعية غير مسبوقة.
وبعد أن بدأت إدلب بإطلاق مثل هذه الفعاليات عقب تحررها، لحقت بها محافظات أخرى، مثل حماة التي احتفلت قبل أسابيع بتكريم الملتزمين بصلاة الفجر في المساجد، في مشهد يعكس عودة الحياة إلى أصولها وقيمها الأصيلة.