
أم سورية تبحث عن دليل يرشدها لمصير ابنها الذي فُقد بعد مجزرة العتيبة
ما تزال القصص المأساوية التي تسبب بها الأسد المخلوع في سوريا، سواء في غياهب السجون أو ضمن المجازر الجماعية أو القصف، أو موت الأحبّة تحت الأنقاض وغيرها من الكوارث، تتوالى على منصات التواصل الاجتماعي، لتوضح حجم الانتهاكات التي ارتكبها النظام البائد خلال سنوات حكمه.
مع كل اكتشاف دليل جديد يُدين الأسد بعد، تنفتح جروح في الذاكرة السورية، سواء من خلال العثور على مقبرة جماعية أو مكان مجزرة، أو وثيقة تتضمن قوائم المعتقلين الذين توفوا في السجون، وغيرها. ذلك يعيد المآسي والقصص مرة أخرى إلى الواجهة، لتذكّر السوريين والعالم بحجم المعاناة التي عاشوها.
من بين القصص الحديثة التي نشرتها صحيفة "زمان الوصل"، قصة أم تبحث عن أثر ابنها الذي توفّي في مجزرة العتيبة بريف دمشق. كانت تتجوّل في المكان، تنظر حائرة، باحثة عن أي دليل يرشدها لمصير ابنها.
وبدا من خلال اللقاء المصوّر، أنها ما تزال تتذكر أدق التفاصيل، حيث قالت إن ابنها اسمه عبد الرزاق الشيخ، وكان يرتدي قبل أن تفقده بنطلون أسود، وجاكيت أسود، وكنزة زيتية"، مضيفة أنها من خلال الجوالات شاهدت كنزته والجاكيت،إلا أنها عندما جاءت إلى المكان لم تعثر على أي شيء.
ويذكر أن الحديث عن مجزرة العتيبة عاد إلى الواجهة في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر 2025، بعد العثور على رفات نحو مئة شخص قضوا قبل أكثر من عقد في الكمين الذي نفذته قوات النظام البائد على أطراف البلدة الواقعة بريف دمشق.
الرفات المكتشفة تعني أكثر من مجرد أرقام؛ فهي حكايات لأسر بقيت عقداً من الزمن لا تعرف مصير أحبّتها، تتأرجح بين الأمل والخوف، تتساءل كل يوم إن كان مفقودوها في السجون أم بين الأحياء أم في عداد الموتى. هذا الغموض الطويل لم يكن سوى وجه آخر من وجوه الألم الجماعي الذي عاشته المجتمعات السورية في سنوات الحرب.
وبعد سنوات من الحرب والنزوح والآلام والاعتقال والقتل والقصف والدمار، يطالب السوريون بمحاسبة نظام الأسد وأعوانه، وكل من تورط وتلوثت يداه بدماء الشعب السوري، لكي يُسترد حق من فقدوا أرواحهم ومن طالتهم الانتهاكات خلال سنوات الثورة.