صورة
صورة
● أخبار سورية ١٠ مايو ٢٠٢٥

أم بكر: شهادة على قسوة الاعتقال وجرائم النظام البائد

يواصل الناشطون السوريون وصفحات التواصل الاجتماعي تسليط الضوء على الانتهاكات التي ارتكبها بشار الأسد خلال حكمه، في سياق حربه ضد الشعب السوري الذي طالب بالحرية. 


ويهدف هذا الحراك الإعلامي إلى التأكيد على ضرورة محاسبة الجناة وتحقيق العدالة، ومن القصص التي تم عرضها مؤخرًا، لقاء أجراه الإعلامي هادي العبد الله مع "أم بكر"، إحدى الناجيات من الاعتقال التي عانت مرارة التجربة، ما ترك أثراً عميقاً في حياتها وحياة أسرتها.

اعتقال طفل عمره يومين
خلال اللقاء، روت السيدة تفاصيل مؤلمة عن ثلاث سنوات من الاعتقال، من بين تلك القصص، ذكرها أنه عند اقتيادها من منزلها، أُجبرت زوجة ابنها ووالدة زوجها على مرافقتها، رغم أن الزوجة كانت قد خضعت لعملية قيصرية قبل يومين فقط، ما جعلها في حالة صحية حرجة، كما استفسروا عن مكان طفل الزوجة، الذي كان يرقد في الحاضنة بأحد المستشفيات بسبب معاناته من نقص الكالسيوم والسكر، ثم أخذوه منها.

اعتقال طفل عمره يومين يكشف عن الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي وصل إليه النظام السوري. هذا التصرف يعكس سياسة الانتقام الجماعي، حيث لم يسلم حتى الرُضع والمرضى من بطش النظام. كما يعكس تجريد الخصوم من إنسانيتهم وتحويل الأمومة والطفولة إلى أدوات ضغط.

ذكرت السيدة أنها لم تتمكن من رؤية طفلها مجدداً إلا بعد عامين وثلاثة أشهر، وعندما التقت به، لم يتعرف أي منهما على الآخر. أشارت أيضاً إلى أن أم بكر، التي كانت تعمل مدرسة لغة إنجليزية، لم ترتكب ما يستدعي الاعتقال، وأنها كانت تحظى بمحبة واحترام كل من حولها. في اللقاء، ظهر ابنها واصفاً والدته بكلمات تنم عن حب عميق وفخر.

كما تحدثت عن تفاصيل الاعتقال، مشيرة إلى أنهم دخلوا منزلها وطلبوا منها تسليم كل ما تملكه من مال ومصوغات، حتى أنهم أخذوا بطارية كهربائية من المنزل وفتشوا البراد. هذه التصرفات تشير إلى جشع قوات النظام ونهبهم لممتلكات المدنيين.

عروس معتقلة 
واستعرضت أم بكر مشاهد قاسية، مثل قضاء ساعات في الزنازين المظلمة، والتعامل الوحشي مع المعتقلين. تذكرت مشهدًا مأساوياً لشباب عراة يُعذبون. وأضافت أنها كانت تُسمح لها بدخول الحمام مرتين فقط في اليوم. كما تحدثت عن نساء كانت برفقتهن في المهجع، ومنهن فتاة في التاسعة عشرة من عمرها كانت عروساً، أُحضرت إلى المعتقل بفستان زفافها وزينتها، ما جعل السجانة تبكي عند فك شعرها. 


وأشارت إلى أنها حفظت سورة يوسف على نية الفرج، وعندما انتهت من حفظها، أُطلق سراحها. ومن بين المعتقلات كانت أصغرهن، فتاة في السادسة عشرة من عمرها، متزوجة ولديها ابنة، اعتقلت بتهمة ارتباط زوجها بجبهة النصرة.

في ظل هذه الظروف القاسية، بدأت أم بكر تعلم السجينات بعض المعلومات عن اللغة الإنجليزية، كما كن يقرأن القرآن معاً، في مشهد يعكس إصرارهن على الصمود.

خلال اللقاء، ذكر ابن أم بكر أنه تلقى رسالة عبر الفيس بوك تُفيد بأن والدته موجودة في الفرع، وطُلب منه التفاوض إما بتبادل أسرى مع جنود النظام في الغوطة أو عبر تسليم أسلحة. فأجابهم أنه لا علاقة له بالأسلحة، وأن والدته بريئة تمامًا من التهم الموجهة إليها. بعدها، تم ترتيب لقاء عبر سكايب مع والدته لتؤكد له أنها موجودة في الفرع، وبعد إصابتها بمرض السل، أُطلق سراح أم بكر بعد نحو ثلاث سنوات، لتكون شهادة حيّة على ممارسات النظام السوري

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ