"أردوغان" يؤكد رفض فرض أمر واقع في سوريا ويحذر من تهديد استقرارها
"أردوغان" يؤكد رفض فرض أمر واقع في سوريا ويحذر من تهديد استقرارها
● أخبار سورية ١ مايو ٢٠٢٥

"أردوغان" يؤكد رفض فرض أمر واقع في سوريا ويحذر من تهديد استقرارها

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات لافتة خلال رحلته الجوية عائداً من إيطاليا، موقف بلاده الثابت من التطورات السورية، مؤكداً رفض أنقرة القاطع لأي محاولات لفرض أمر واقع يهدد وحدة واستقرار سوريا، ومشدداً على التزام تركيا بمبادئ السلام الإقليمي ورفض الهيكليات الانفصالية في الجوار السوري.

وفي معرض رده على سؤال حول المؤتمر الذي نظّمه "المجلس الوطني الكردي" في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، والذي دعا فيه إلى إقامة دولة "لا مركزية" وفق صيغة فيدرالية، قال أردوغان بوضوح: "فكرة الفيدرالية ليست إلا وهماً بعيد المنال، ولا مكان لها في واقع سوريا الحالي". ونصح المشاركين في هذا الطرح باتخاذ قرارات مسؤولة تحفظ الاستقرار ولا تنزلق إلى مشاريع عبثية تقود إلى تقسيم البلاد.

وأضاف: "تركيا لن تسمح بفرض أمر واقع في المنطقة، ولن تقبل بأي مبادرة من شأنها زعزعة الأمن أو استهداف الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة عموماً"، مؤكداً أن الموقف التركي من هذه القضايا ينبع من التزامها بحماية أمنها القومي ووحدة أراضي جيرانها.

وتابع الرئيس التركي قائلاً: "الحكومة السورية الحالية أوضحت أنها لن تقبل بأي كيان خارج سلطتها أو بأي تشكيل مسلح لا يخضع لسلطة جيشها الوطني، وهو موقف نشاركه نحن أيضاً لحماية الحدود ومنع الفوضى".

وأشار أردوغان إلى أن بلاده ملتزمة برؤية واحدة لسوريا موحدة تحت مظلة حكومية تشمل جميع مكوناتها، ودعا في الوقت نفسه كافة الفصائل المسلحة إلى الاندماج تحت راية وزارة الدفاع السورية، بما يسهم في بناء جيش موحد يحمي سيادة البلاد ويعزز استقرارها.

وأكد أردوغان أن تركيا تولي أهمية خاصة لضمان تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري بشكل متوازن، وتسعى إلى تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف، مشدداً على أن الطريق الأمثل هو أن تعمل كل القوى السورية، بمختلف مشاربها، على بناء مستقبل واحد ومتماسك.

تحذير من مخاطر الغارات الإسرائيلية واتصالات مع دمشق
وفي سياق آخر، تحدث أردوغان عن الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً وثيقاً مع السلطات السورية لمتابعة تداعيات هذه الاعتداءات. وأوضح أن تركيا تعتبر تلك الهجمات تصعيداً خطيراً يقوّض الأجواء الإيجابية التي بدأت تتشكل في ظل الحكومة السورية الجديدة.

وأضاف الرئيس التركي أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات إسرائيلية لخلق حالة عدم استقرار جديدة في المنطقة، مؤكداً: "ما تقوم به إسرائيل هو استفزاز غير مقبول، وسنرد عليه بطرق مختلفة إن اقتضت الحاجة".

وحول سياسة إسرائيل في الإقليم، قال أردوغان: "إن موجة العنف والدماء التي بدأت في فلسطين، وخاصة في غزة، امتدت إلى لبنان وسوريا، في محاولة إسرائيلية ممنهجة لتوسيع دائرة الفوضى وجر المنطقة إلى صراعات جديدة".

الدعم الإنساني لغزة ورفض التهاون مع الاحتلال
أشار الرئيس التركي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكداً أن وزارة الخارجية التركية تجري اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف الغربية والفلسطينية والإسرائيلية، بهدف ضمان إدخال المساعدات الإنسانية وتخفيف المعاناة عن المدنيين.

وحذر أردوغان من أن الفقر والمجاعة في قطاع غزة بلغا مستويات تهدد حياة الآلاف، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تظهر أي نية حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار، باستثناء هدنة مشروطة مرتبطة بملف الرهائن، وهو ما اعتبره أمراً غير مقبول إنسانياً وأخلاقياً.

رسالة إلى "بي كي كي": حان وقت إلقاء السلاح
في ختام تصريحاته، وجه الرئيس التركي رسالة حاسمة إلى تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، داعياً إياه إلى الاعتراف بأن مشروعه قد فشل، وأنه آن الأوان للاستجابة إلى دعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح، وشدد قائلاً: "تركيا بلا إرهاب ليست حالة تنازل، بل حلم طالما انتظره شعبنا، وجوٌ من الأخوة يجب أن يسود من جديد بعد عقود من التمزق".

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ