أذربيجان تعلن دخولها بقوة في ملف إعادة الإعمار السوري عبر بوابة الغاز والطاقة
أذربيجان تعلن دخولها بقوة في ملف إعادة الإعمار السوري عبر بوابة الغاز والطاقة
● أخبار سورية ٣ أغسطس ٢٠٢٥

أذربيجان تعلن دخولها بقوة في ملف إعادة الإعمار السوري عبر بوابة الغاز والطاقة

أعلن وزير الاقتصاد الأذربيجاني، ميكائيل جباروف، عن انطلاق مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، ترتكز على شراكات استراتيجية مع تركيا لإعادة إعمار سوريا، وذلك عقب بدء ضخ الغاز الأذربيجاني إلى الأراضي السورية عبر أنبوب يمر من تركيا، وبدعم مباشر من دولة قطر.

الغاز بوصفه نقطة تحول في العلاقات الإقليمية
ووصف جباروف، في تصريحاته التي نقلتها وكالة "الأناضول"، المشروع بأنه "ذو أهمية تاريخية"، مؤكدًا أن ضخ الغاز إلى سوريا ليس مجرد خطوة تقنية، بل يشكل محطة مفصلية في سجل أذربيجان بمجال الطاقة، ومرحلة جديدة في رسم خريطة النفوذ الإقليمي من جنوب القوقاز إلى المشرق العربي.

وأشار إلى أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق بهذه الوتيرة لولا "التعاون الاستراتيجي العميق" بين أنقرة وباكو، موضحًا أن هناك سلسلة من المشاريع المشتركة المرتقبة بين الجانبين تهدف إلى المساهمة في إعادة بناء سوريا واستعادة بنيتها التحتية بعد سنوات الحرب.

السلام من بوابة الطاقة
أبدى جباروف تفاؤله بأن مشروع الغاز سيفتح الباب أمام مزيد من التعاون بين سوريا وأذربيجان، معتبرًا أن الطاقة يمكن أن تصبح جسرًا حقيقيًا لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة، وإعادة تشكيل العلاقات بين دولها على أسس المصالح المتبادلة.

كما أشاد بالدور القطري في دعم هذا المشروع، مؤكدًا أن مشاركة الدوحة تعكس التزامًا عربيًا صريحًا بإنجاح جهود التعافي السوري، وأن أذربيجان تجد في هذا التعاون الثلاثي منصة مثالية لتكثيف العمل الإقليمي في مرحلة ما بعد الصراع.

بدء الضخ: لحظة رمزية وتحول عملي
تم تدشين المرحلة الأولى من المشروع صباح السبت في محطة "قره مزرعة" على الحدود السورية التركية، بحضور رسمي من وزراء الطاقة والاقتصاد في سوريا وتركيا وأذربيجان، إلى جانب رئيس صندوق قطر للتنمية فهد السليطي، حيث بدأ ضخ الغاز بمعدل 3.4 ملايين متر مكعب يوميًا، على أن تصل الكمية لاحقًا إلى 6 ملايين متر مكعب.

وفي كلمته، وصف وزير الطاقة السوري، المهندس محمد البشير، المشروع بأنه "نقلة استراتيجية في ملف الطاقة"، مؤكداً أن ضخ الغاز سيُسهم في زيادة التغذية الكهربائية، وتحسين أداء محطات التوليد، ما سينعكس مباشرة على الواقع المعيشي للسكان، ويعزز فرص عودة النازحين إلى مناطقهم.

وبيّن البشير أن المرحلة الأولى سترفع القدرة الإنتاجية بنحو 750 ميغاواط، ما يعادل إضافة أربع ساعات وصل كهربائي يوميًا، ضمن اتفاق مدعوم قطريًا يفتح الباب أمام استثمارات إضافية في قطاع الطاقة السوري.

القدرة التركية على التصدير: دعم مباشر للمجتمع السوري
بدوره، قال وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده تمتلك الإمكانية لتصدير ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز سنويًا إلى سوريا، بما يغطي احتياجات أكثر من خمسة ملايين أسرة. وأكد أن قدرة المشروع في مرحلته الحالية تتيح تغطية حاجات 1.6 مليون أسرة سورية بإجمالي طاقة إنتاجية تبلغ 861 ميغاواط بعد استكمال الربط الفني.

خاتمة: من خطوط الغاز إلى شبكات إعادة الإعمار
يمثل هذا المشروع، وفق المراقبين، أكثر من مجرد اتفاق اقتصادي؛ فهو تحول نوعي في طبيعة التحالفات التي تتشكل حول سوريا بعد سقوط نظام الأسد البائد، حيث تضع دول مثل أذربيجان وقطر وتركيا ثقلها في ملفات الطاقة والبنى التحتية، ضمن مسار متكامل لإعادة الإعمار، يعيد توجيه البوصلة نحو التنمية بدلاً من النزاع، ويرسم ملامح جديدة لشرق أوسط قائم على المصالح والتنمية بدلًا من الصراعات والحصار.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ