أداة استخباراتية!!.. تشكيل وهمي يُعلن تبني مثير للشكوك لتفجير حمص
أداة استخباراتية!!.. تشكيل وهمي يُعلن تبني مثير للشكوك لتفجير حمص
● أخبار سورية ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٥

أداة استخباراتية!!.. تشكيل وهمي يُعلن تبني مثير للشكوك لتفجير حمص

أثار إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم "سرايا أنصار السنّة" تبنّي الهجوم الذي وقع في حي وادي الذهب بمدينة حمص وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى تساؤلات واسعة حول حقيقة وجود هذا الفصيل ودوافعه، خاصةً بعد أن جرى تداول بيان التبنّي عبر حسابات إعلامية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وفق ما ذكره ناشطون.

وقالت الجماعة المشبوهة، عبر بيان منسوب إليها، إن الهجوم نفذ باستخدام عبوات ناسفة وبالتعاون مع جهة أخرى لم تسمها، متوعدة بمواصلة عملياتها غير أن تزامن نشر بيان التبني مع نشاط حسابات موالية لإيران على المنصات الرقمية، فتح الباب أمام فرضية أن هذا الفصيل قد يكون واجهة إعلامية أو أداة دعائية أكثر من كونه تنظيمًا قائمًا على الأرض.

وفق متابعين، ظهر اسم سرايا أنصار السنّة للمرة الأولى أواخر يناير/كانون الثاني الماضي عبر قناة على "تلغرام" وتبنّى الخطاب المنشور باسم الجماعة لغةً متشددة ذات طابع تحريضي طائفي، قبل أن يجري التراجع لاحقًا عن حدّته كما أعلنت هذه القناة من طرفٍ واحد مسؤوليتها عن هجمات سابقة، دون أن تقدّم أدلة موثوقة.

وأكدت مصادر مطلعة أن التأكد من وجود التنظيم على الأرض أمر بالغ الصعوبة، لافتًا إلى أن معظم العمليات التي نُسبت إليه لا توجد شواهد مستقلة على ارتباطه بها، ويرجّح أن يكون هذا الفصيل تشكيلًا وهميًا أو أداةً دعائية تُدار من خارج المشهد الميداني لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية.

ويرى أن توقيت بعض البيانات المنسوبة للجماعة قد يحمل رسائل سياسية، من بينها إيصال صورة بأن الأقليات الدينية في سوريا مهدَّدة، على نحوٍ قد يخدم أطرافًا تسعى لتوظيف ملف "الإرهاب" في سياقات تفاوضية أو إقليمية.

ويشير باحثون إلى أن ركاكة الصياغة وعدم اتساق البيانات المنسوبة للجماعة، إضافة إلى تناقضاتٍ في الخطاب والهوية الفكرية، تعزّز الشكوك حول طبيعتها، وترجّح أنها نتاج ماكينة دعائية تستثمر في الخطاب السلفي الجهادي دون أن تنتمي إليه تنظيميًا.

وفي ظل غياب معلومات موثوقة ومستقلة، تبقى كل الروايات المتعلقة بـ"سرايا أنصار السنّة" قيد الشك ويؤكد مختصون أن التعامل الإعلامي الحذر مع مثل هذه الكيانات ضروري لتجنب تضخيمها أو المساهمة دون قصد في نشر دعايتها، خصوصًا عندما يكون تبنّي العمليات جزءًا من لعبة استخباراتية أو دعائية أكثر من كونه إعلانًا حقيقيًا عن قدرات ميدانية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ